عاشت ساكنة دوار
ابيه ليلة البارحة ليلة استثنائية، لم تشهدها منذ زمن بعيد، تجلت في نشوب حريق مهول بأحد المنازل .
هذا الحدث المأساوي
لم يمنع شباب الدوار من القدوم من كل فج عميق
ومن كل حدب وصوب، للمساندة والمساعدة في إخماد تلك النيران المشتعلة بألسنتها الحارقة،
ومنع وصولها لباقي المنازل.
كل هذا في تأخر
تام للوقاية المدنية، التي لم تحضر إلا بعد إخمادها بشكل نهائي؛ إلا أنه ما يمكن التأكيد عليه هو ذلك المعدن النفيس لشباب الدوار
الذي آثر أن يضحي بنفسه بغية إنقاذ ما ينبغي إنقاذه، وبالفعل تأتى له ذلك بعد جهد جهيد.
حيث وجدت الساكنة
نفسها صحبة شبابها كجسد واحد، إذا اشتكى عضو واحد تداعت له باقي الأعضاء بالسهر والحمى،
إنها بالفعل قيم نبيلة وحدث سيبقى راسخا في الذاكرة بالرغم من قساوته في هذا الزمن الاستثنائي؛ لكن سيفتح معبرا للمرور إلى المطالبة
الملحة بضرورة النظر لهذا الحي الصفيحي، والنظر إلى إعادة ايوائه أو ترحيله لمكان يراعي
ويحفظ كرامة ساكنته.
ايوب تاسي