adsense

/www.alqalamlhor.com

2021/04/16 - 8:22 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

خلق الله سبحانه وتعالى النهار لصرف طاقة الجسم المتقدة في العمل، وجعل الليل للنوم لتعويض ما بذله الإنسان في النهار من جهد وطاقة، حيث قال تعالى ""وجعلنا الليل لباساً وجعلنا النهار معاشاً"" الآية، وبرمج سبحانه وتعالى الفطرة الإنسانية على ساعات لليقظة وساعات للنوم مصداقا لقوله ""الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً"" والتي إذا خولفت موازينها، أو غيّرت دورتها ، أصيب الجهاز المناعة لدى الإنسان بالتشويش والفوضى المؤدية إلى أحوال صحية سيئة مضطربة ، وظهرت عليه أعراض مرضية متعددة ، كالتعب والصداع  والغثيان واحمرار العينين وانتفاخهما والتوتر العصبي والقلق وضعف الذاكرة وقلة التركيز وسرعة الغضب ، وغيرها من الأعراض التي يتسبب فيها السهر ، وخاصة في رمضان الذي أصبح فيه السهر طقسا رمضانيا مقدسا ، وتقليدا متأصلا تحافظ عليه الإنسان المغربي ويراعي قدسيته ويحرص على احترامه، خاصة في المناطق الشعبية للكثير من المدن المغربية العتيقة التي تقيم خلال ليالي هذا الشهر الحفلات والسهرات العمومية التي تستمر حتى وقت السحور ، ما يجعل نشاط الصائمين يتأثر بانقلاب وتيرة الحياة اليومية الذي يؤثر على مردودية العمل عند الكثيرين، حيث يؤثر طول السهر على  صحة ومزاجية الإنسان، وبالتالي على الأداء العام، فيزداد تأخر الموظفين، وتقل ساعات العمل، وتنتاب معظم المؤسسات حالة من التأجيل والتسويف للأعمالها الضرورية والحساسة، وتطغى على  الناس وتصرفاتهم التحجج بالمقولة المشهورة " اللهم إني صائم" والتي بها تؤجل كل المشاريع إلى ما بعد عيد الفطر، ما يحرف شهر رمضان - لدى الكثير من البلدان العربية والإسلامية - عن غاياته السامية ، ويحوله إلى شهر للخمول والكسل والتكاسل والتأخر في الوصول إلى مقرات الشغل، والخروج منها قبل المواعيد المقررة ، بدعوى عدم كفاية الوقت الفاصل بين الخروج من العمل وموعد الإفطار ما يعني تراكم عمل اليوم إلى الغد، أو- وهو الأصح- تأجيل عمل شهر بكامله إلى ما بعد الإفطار ، ما يجعل معدلات الإنتاج تنزل إلى أضعف مستوياتها عن باقي شهور السنة.

حتماً أن كلامي لا يعني ترك الصوم ، بقدر ما هو دعوة للجمع بين الصوم والإخلاص في العمل الذي حث عليه الإسلام كما ورد في الأثر النبوي: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه" رواية الطبراني ، الذي حبذا لو طبقناه حتى لا نكون مثل الأمم التي تجيد العبادة لكنها لا تجيد العمل ، وتجيد الوعظ والإرشاد، لكنها لا تحسن تطبيقه، ورمضان مبارك.