بقلم عبدالحي الرايس
ـ جدي.... لك تجربة في الحياة، وفي تدبير الشأن العام.... فكيف ترى معالجة الأزمة
الاقتصادية؟
فَكَّرَ الجَدُّ قليلا ثم قَال:
لو تضامن الناس، لما كانت هناك أزمة، ولما عاد فيهم بائِسٌ ولا مُحتاج
والتضامن لا يعني دوْماً الصدقة، ولو أن الصدقة حثَّ عليها الإسلام، وهي عند
الضرورة عوْنٌ من الإنسان لأخيه الإنسان.
ولكن التضامن يُفيد أن ينال كلٌّ حقّه في المجتمع: في التعليم وفي التطبيب وفي
التشغيل، وفي تكافؤ الفرص، وفي العدالة، والعيش في أمان.
وبلادنا بحاجة إلى التنمية، وإلى التقدم في كل مجالات الحياة: في تطوير التعليم،
وتعميم المستشفيات ومراكز العلاج، وفي سلامة البيئة وصفاء المياه ونقاوة الهواء، وفي
الحفاظ على الغابات والأشجار ونشر الحدائق وحدائق الأطفال، وفي تهيئة الطرق وتنظيم
النقل والتنقل، وفي توفير السكن وجودة المعمار، وفي ازدهار الصناعة والتجارة وتقديم
الخدمات، وفي العناية بالرياضة والفنون والمكتبات ودُورِ الشباب، وفي التشجيع على البحث
العلمي والاختراع والابتكار.
وللناس مؤهلات مختلفة، فهذا معلم وذاك طبيب، وآخرون فيهم مهندس ومحام وتاجر
وصانع ونجار ومذيع وفنان وكاتب وبستاني وغيرهم، وهم يتكاملون في تقديم الخِدْمات، وصدق
من قال:
الناسُ للناس من بَدْوٍ وحاضرةٍ بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشْعروا خَدَمُ
ولو أن كل فرد في المجتمع حقق ذاته، وطوَّر قابلياته، وأتقن عمله، واكتسب ثقة
الناس به لعاش الناس كلهم في سعادة ويُسْرٍ ورفاه.
والسياسيون الذين يكونون في مواقع القرار مسؤولون أمام الله وأمام الشعب أن
يخططوا للتقدم بالبلاد، وتأهيل الإنسان.
وفي ذلك تتنافس البلدان، وتتمايز الأوطان
ومَعْقِدُ الآمال على القادم من الأجيال ناشئتِنا لتتشبع بالقيم، وتجِدَّ وتعمل،
وتتأهل لخدمة الوطن، والارتقاء به بين الأمم.