أكد مصدر مقرب من عائلة الفنانة الشعبية الحاجة الحمداوية، خبر وفاتها بأحد مستشفيات العاصمة الرباط، اليوم الاثنين، بعد معاناة طويلة مع المرض، مضيفا أن جثمانها سيوارى الثرى بمقبرة الشهداء في مدينة الدار البيضاء.
وتعد الحاجة الحمداوية إحدى العلامات الفارقة في تاريخ الفن الشعبي المغربي، حيث ارتبط اسمها بشكل وثيق بفن العيطة منذ ستينيات القرن الماضي.
وقبل سنة أعلنت الفناة الحاجة الحمداوية إعتزالها للفن بعد مسار فني جاوز السبعين سنة، مانحة حقوق تأدية جميع أغانيها للفنانة المغربية كزينة عويطة، ابنة العداء المغربي البارز سعيد اعويطة، التي تربطها بعائلتها علاقة صداقة وثيقة.
ومع مرور السنوات، صار اسم الحمداوية مرتبطا بـ"العيطة" و"الشعبي"، اللذين حافظت على الريادة فيهما على مدار الأجيال، بأغان من قبيل (دابا يجي دابا)، و(هزو بينا لعلام) و(ماما حياني)، و(منين أنا منين انتا).
كما شاركت الحاجة الحمداوية، في سنوات شبابها، زمن الاستعمار، في تعبيرات فنية تغازل مشاعر الوطنيين وتتبنى أطروحاتهم؛ وهو ما لم تسلم على إثره من بطش المستعمر الفرنسي.
ولم يقتصر حضور الحاجة الحمداوية في الذاكرة الشعبية بوصفها مغنية لفن "العيطة"؛ بل أيضا بوصفها عمودا من أعمدة الغناء الشعبي، وأحد الوجوه البارزة، دائمة الحضور، في المشهد الفني المغربي.
وفي تعبيرات شبابية على وجه الخصوص، على وسائل التواصل الاجتماعي، صارت كلمات بعض أغاني الحاجة الحمداوية تساق للتعبير عن قيم مجتمعية مثل "ترك المرء ما لا يعنيه"، وضرورة "اهتمام الإنسان بما يخصه"، وما سيكون لذلك من انعكاس إيجابي على صحته وطول عمره، مثل ما غنته الحمداوية: "أنا بعدا حاضية البحر لا يرحل".
كما يحضر الاستشهاد، في تعبيرات شابت على مواقع
التواصل الاجتماعي، بكلمات وردت في أغان لها، من قبيل:إلى خيابت دابا تزيان"،
"أي إذا ساءت الأحوال سوف تحسن".