adsense

/www.alqalamlhor.com

2021/03/20 - 1:35 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

لم اجد ما أبدأ به حديثي عن الرفض الذي قوبلت به مصادقة الحكومة المغربية على مشروع قانون تقنين نبتة القنب الهندي، الذي اقترحته وزارة الداخلية، غير طرح السؤال المحير حول سبب ذلك الرفض المتعصب وغير المبرر لا سياسية ، ولا اقتصاديا، ولا علميا، وة ثقافيا، ولا اجتماعيا ، لمشروع قد يخلق دينامية اقتصادية ويمكن أن يحسن من واقع وظروف واوضاع مزارعي تلك النبتة ، بما يمكنها من جلب الاستثمارات الهامة والواعدة في مجال صناعة الأدوية ، وخلق مناصب الشغل ؟؟ السؤال الذي تفرض الإجابة عنه اعتماد فرضيات ومقدمات اقتصادية للفرصة الاستثمارية في جميع مراحلها المختلفة، وإخضاعها للدراسات الجادة التي يسميها علماء الإقتصاد بـــ "دراسة الجدوى" والتي هي وسيلة عملية وعلمية لا بد منها لتقييم أي مقترح استثماري لأي مشروع من المشروعات العامة أو الخاصة أو المشتركة ، اعتمادا على المعايير المالية والاقتصادية الموضوعية الهادفة إلى ترشيد المشروعات وتضع لها دعائم الصلاحية الاقتصادية والفنية المؤدية الى النتائج التي يحلم ويصبو إليها كل صحاب مشروع من نجاحات شاملة على كافة الاصعدة والمستويات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية.

كما هو الحال بالنسبة لمشروع تقنين القنب الهندي الذي أكدت المؤسسات الوطنية والدولية على أنه يمثل أفضل حلّ للمعضلة الاجتماعية التي يعيشها أبناء المناطق الشمالية للمغرب ، وأمثل مجال لاستغلال النبتة لأغراض مشروعة وموفرة للعديد من مناصب الشغل ، والذي رُفض بناء على تقييم شخصي عشوائي ، وارتكازا على إيمان نفسي خرافي مفتقر لأي دليل علمي عملي ، وغياب كلي للرؤية العلمية الموضوعية التي تؤكدها الدراسات الاقتصادية الجادة وقرارات المؤسسات الدولية الوازنة التي يصعب معها -وربما يستحيل- التصديق بأن يكون ذاك الرفض المتعصب هو من أجل الانتصار للشرع والفضيلة ومصلحة الوطن والمواطن المغربي  ، كما يروج المتواطئون في شعارات حماية الشرع أو الفضيلة و تحسين أوضاع الوطن والمواطن ، التي تتخد كأقنعة لإخفاء النزوات المصلحية التي يكترت مدعيها بمعاناة ولا بعذابات الناس مع الغلاء الفاحش، والفقر المدقع، والجهل المقيث، والتهميش والإقصاء، الذين لا تحركهم إلا الدوافع المصلحية والمناصب المدرة لريع ، التي هي عندهم أهم بكثير من لقمة عيش المواطنين وأمنهم وصحتهم وكرامتهم ، الشعارات/الإدعائية التي نسمعها ونشاهدها کل يوم من الكثير من القیادات الفهلوانیة التي لا تجيد إلا الحذلقة والهرطقة والسفسطة وخطابات التدويخ والترويض وألآعيب المداهنة السمجة التي لم يعد الشعب يصغي لها ،بل ولم يعد يطيقها ،-كما كان من ذي قبل -  بعد أن أصبحت لديه مناعة ضدها.

فكفاكم من التعصب الأعمى البغيض لأي مذهب ديني ما ، أو فكر أو أفكرة منتجة لثقافة التثبيط والتسطيح والتخذيل ، حتى لا تكونوا كقومِ شعيب الذين اقترفَوا جريمةً في حقِّ مجتمعِه، حين انحارفوا عنِ القسطِ في الكيلِ والوزنِ وبخسوا الناسَ أشياءهُم ، فيصدق فيكم قولُ اللهُ عزَّ وجل:وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ " المطففين، قولهِ تَعَالَى:أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ، وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ، وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ، وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ، قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ، وَمَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ، قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ، فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [الشعراء: 181 – 189) [الشعراء.

وكفاكم من الإنغلاق الفكري ، حتى لا قال أن رفضكم لتقنين القنب الهندي ،نابع من جهلكم لكل شيء عن علم الاقتصاد، وتأثيره في كيفية إدارة المشاروع واستخدام الموارد المحدودة في تلبية الحاجات والرغبات، ولا دراية لهم بفروعه وخصائصه ومجالاته ، المساعدة على اتخاذ القرارات الصحيحة الكفيلة بانجاح المشاريع واستخدام الموارد المحدودة في تلبية الحاجات والرغبات.