adsense

/www.alqalamlhor.com

2021/03/20 - 10:32 ص

آخر شحنة توصل بها المغرب من لقاح أسترازينيكا-أكسفورد المصنع في معهد السيروم في الهند، كان في 24 فبراير الماضي، ومنذ ذلك التاريخ لم يتوصل المغرب بأي شحنة جديدة من هذا اللقاح، رغم أن مسؤولين بوزارة الصحة صرحوا بأن المغرب سيتوصل بشحنات جديدة خلال مارس الجاري.

ولوحظ في الأسابيع الأخيرة، تأخرا في وصول شحنات جديدة من لقاح فيروس كورونا إلى المغرب، مما دفع بالسلطات إلى إبطاء حملة التلقيح الوطنية مع اقتراب نهاية مخزون اللقاحات، كما دفع بوزارة الصحة إلى الترخيص لاستخدام لقاحين جديدين في الحملة المغربية ضد فيروس كورونا، وهما لقاح سبوتنيك V الروسي، ولقاح جونسون آند جونسون الأمريكي، إلا أن المغرب لم يتوصل بأي شحنة منهما لحد اليوم.

ويُعتبر لقاح أسترازينيكا-أكسفورد، هو عماد حملة التلقيح ضد كوفيد-19 في المغرب، حيث توصلت المملكة المغربية بـ7 ملايين جرعة منه، إضافة إلى مليون ونصف من لقاح سينوفارم الصيني، وبالنظر إلى الكمية الكبيرة للجرعات التي توصل بها المغرب من معهد السيروم الهندي ما بين يناير وفبراير، فإن الرهان كان قائما على هذا اللقاح لاستمرار المغرب في نجاح حملته الوطنية.

غير أن مع حلول شهر مارس الجاري، طرأت على الساحة الدولية تغيرات كثيرة عرقلت وتيرة الإمدادات المتعلقة بشحنات لقاح فيروس كورونا، وكان معهد السيروم من أكثر المزودين الذين تضرروا بهذا التغيرات، والتي قد تمنع وصول شحنات أخرى من اللقاح إلى المغرب، خلال شهر مارس الجاري وحتى أبريل المقبل.

الطلب الهندي يفوق المتفق عليه

من بين الأسباب التي أدت إلى تراجع وتيرة إرسال شحنات اللقاح من معهد السيروم الهندي إلى المغرب وباقي بلدان العالم، هو ارتفاع الطلب الهندي محليا على لقاح أسترازينيكا أكسفورد المصنع في معهد السيروم، أكثر من المُتفق عليه، وفق ما كشف عن ذلك الرئيس التنفيذي للمعهد، أدار بونوالا حسب صحيفة "هندوستان تايمز".

وقال بونوالا في هذا السياق، أن الطلب الهندي المرتفع وغير المخطط له، فرض على معهد السيروم توجيه اهتمام أكبر للهند في الفترة الأخيرة، وبلدان أخرى التي تعرف ارتفاعا كبيرا في إصابات فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أن المعهد يضاعف الجهود من أجل تحقيق التوازن في هذا المضمار.

وبالنظر إلى الوضعية الوبائية في المغرب، التي تتميز بالتحسن مقارنة ببلدان عديدة مثل الهند والبرازيل وغيرهما، فإنه من المرجح بقوة، أن يتأخر معهد السيروم في إرسال شحنات جديدة قريبا إلى المغرب، وتوجيه الشحنات إلى الهند وبلدان أخرى، مع بطء الإنتاج.

الاعتماد البريطاني على المعهد الهندي

من الأسباب الأخرى التي قد تُعرقل وصول شحنات جديدة من لقاح أسترازينيكا إلى المغرب قريبا، هو التطورات التي حدثت في بريطانيا، التي بدأت تعتمد بدورها على شحنات اللقاح الذي يُنتج في الهند، وبدورها أعلنت مؤخرا تأخر وصول شحنة تفوق مليون جرعة إليها من الهند، وفق ما أوردته صحيفة "هوفينغتون بوست".

ووفق ذات المصدر، فإن بريطانيا تسعى لتسريع وتيرة التلقيح داخل حدودها، لكنها أشارت إلى أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 سنة، قد يتأخر تلقيحهم إلى غاي شهر ماي المقبل، بسبب وجود تأخر في وصول شحنات اللقاح وعملية الإنتاج.

وتبدو هذه الإشارة إلى شهر ماي، إنذارا باحتمال تأخر شحنات اللقاح على المغرب إلى غاية ذلك الشهر أو أكثر، في ظل رغبة بريطانيا في تلقيح مواطنيها، وإعلان بلدان أخرى استخدامها لهذا اللقاح، خاصة بعدما خرجت وكالة الدواء الأوروبية أمس بتصريح إعلاني تُخبر فيه بأن نتائج الاختبارات التي أجرتها تؤكد سلامة اللقاح وفعاليته.

استمرار "الفيتو" الأمريكي على المواد الأولية

جدد الرئيس التنفيذي لمعهد السيروم الهندي المتخصص في صناعة أسترازينيكا-أكسفورد، في الأيام الأخيرة، التأكيد على أن الولايات المتحدة الأمريكية لازالت تمارس الحظر على إرسال المواد الأولية الخام التي تُستعمل في صناعة زجاجات اللقاح والأغطية وغيرها من المواد، وهو الأمر الذي تسبب في تراجع وتيرة إنتاج لقاح أسترازينيكا في الهند، خاصة أن معهد السيروم يعتمد بشكل كبير على تلك المواد.

ويرجع سبب إيقاف الولايات المتحدة الأمريكية تصدير تلك المواد الأولية، إلى توجيهها لشركة فايزر الأمريكية من أجل الرفع من وتيرة انتاج اللقاحات لتأمين ما يكفي من الجرعات لتلقيح المواطنين الأمريكيين، وهو ما سيكون له تأثير على باقي مصنعي اللقاحات في العالم، وخاصة معهد السيروم.

وقال أدار بونوالا أنه أرسل رسائل إلى جميع صناع القرار في الولايات المتحدة يُطالبهم بعدم فرض الحضر على المواد الخام المهمة التي يحتاجها مصنعو اللقاحات العالميون الآخرون.

وفي ظل هذه الأسباب المعرقلة، وتزايد الطلب العالمي على لقاح أسترازينيكا، خاصة بعد استئناف عدد من البلدان الأوروبية استخدام هذا اللقاح، فإنه من المتوقع أن لا يتوصل المغرب في الأسابيع المقبلة بأي شحنة جديدة من لقاح أسترازينيكا، الأمر الذي سيضطر إلى طرق أبواب مصنعي اللقاح الآخرين.

الصحيفة