الشهر الماضي، أعلنت شركة "لو بستون"
الفرنسية، افتتاح مصنع لها في المغرب، لإنتاج أجزاء من محركات الطائرات. وقالت الشركة
الفرنسية: "افتتحنا مصنعا جديدا بالدار البيضاء مخصصا لإنتاج أجزاء ميكانيكية
ذات تقنية عالية لصناعة الطيران".
ويتوفر بالمغرب اليوم إمكانات كبيرة لقطاع
الطيران، كما أن هذا القطاع يضم حاليا 140 شركة في أفق الوصول إلى 220 شركة بعد 11
عاما.
وشهد قطاع صناعة الطيران المغربي بفضل رؤية
ودعم العاهل المغربي الملك محمد السادس قفزات نوعية كبيرة جعلته يحتل المرتبة الـ15
من حيث الاستثمارات في صناعة الطيران، ليقتحم بذلك الدائرة الضيقة جدا للبلدان الناشطة
في هذا القطاع.
وقال مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة
والاقتصاد الرقمي والأخضر، إن المغرب يفتخر بالنتائج التي حققها قطاع صناعة الطائرات،
موضحا أن مجمل طائرات العالم التجارية تستخدم قطعا صنعت بالمغرب.
وعلى هامش لقاء رقمي، نظم يوم الثلاثاء،
بحضور ممثلين لشركات وطنية ودولية عاملة في قطاع صناعة الطيران، استعرض الوزير المغربي
الإنجازات التي حققتها بلاده في مجال صناعة الطيران.
وقال: "المغرب تحول إلى فاعل ذي قوة
ومصداقية عالمية"، لافتا إلى نجاح بلاده في تجاوز تداعيات جائحة كورونا، بل واستغلالها
ليصبح أقوى، مما يجعل المؤشرات المستقبلية "واعدة للغاية".
وكشف الوزير المغربي، أن ما مجموعه 142
مقاولة تشتغل في قطاع الطيران في المملكة المغربية، وهي الشركات التي سجلت مناصب الشغل
التي توفرها انخفاضاً طفيفا بالمقارنة مع ما حدث لدى مثيلاتها في باقي دول العالم.
ولفت أنه في الوقت الذي تراجعت مناصب الشغل
في قطاع الطيران في العالم بحوالي 43%، فإن المملكة لم تتراجع فيها فرص الشغل في هذا
القطاع سوى بـ10%.
وزاد أنه خلال العام الماضي، تجاوز معدل
الاعتماد على أجزاء مصنعة بشكل كامل في المغرب بلغ حوالي 38%، فيما كان الهدف الأولي
مُسطراً في حوالي 35% ضمن مخطط التسريع الصناعي.
وعلق العلمي بالقول إن "صنع 38% من
طائرة كاملة أمر نادر؛ فحتى الدول المتقدمة تحقق أقل من ذلك، لأنها تتعاقد خارجيا..
اليوم، كل طائرة تجارية تطير في سماء كوكبنا تضم على الأقل قطعة واحدة تم تصنيعها في
المغرب".
ووصف المسؤول الحكومي في المغرب قطاع صناعة
الطيران في بلاده بكونه "قاطرة حقيقية للاقتصاد" و"منصة لاستعراض مهارات
المهندسين المغاربة وكبار التقنيين".
ولفت إلى أن "المغرب تمكن في تطوير
منظومة صناعية خاصة بالطيران في العشرين سنة الماضية"، مشددا على أهمية التكوين
الذي يعتبر عنصرا مهما لتوفير موارد بشرية مؤهلة التي هي بمثابة قلب المنظومة الصناعية.
وتقول الرباط إن القطاع شهد نموا هاما في
السنوات الأخيرة، حيث تضاعف حجمه بنحو 6 مرات خلال عقد من الزمن وأصبح يضم 121 شركة
تعمل في هذه الصناعة.
ودخلت صناعة الطيران المتنامية في المغرب
مرحلة جديدة في 2016 بتوقيع اتفاق مع بوينغ لتوطين صناعاتها المتطورة في المنطقة الصناعية
بمدينة طنجة.
العين الاخبارية