بقلم الأستاذ حميد طولست
دفعت بي ، وعموم
المغاربة، هستيريا تطاول قناة الشروق على ثوابتنا
الوطنية الذي بلغ مداه الخارق للقيم الأخلاقية والمثل الإنسانية التي تربط الأفراد
والشعوب فيما بينها باستهداف ملكنا الهمام هرم الدولة و قائدها وضامن استقرارها ومحقق
أمنها وأمانه، دفعني إلى التفكير في الرد على سلوك النذالة والبذاءة والسفالة وإفحاش
اللغة وإقذاع الكلام الطافح بالكراهية والغضب والانتقام بأسوأ منه وأنذل ، برد لا يقل عن رد عمرو بن كلثوم
على تطاول غريمة عمرو بن هند ، كما جاء في قوله:
ألا لا يجهلن أحدٌ عليـــنــــــــــــــــا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ونشرب إن وردنا
الماء صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطيناً
إذا بلغ الفطام
لنا صبــــــــــــــــــــــي تخر له
الجبابر ساجدينــــــــا
لكن المقولة الشهيرة
: "إلى درتي بحال الحمق باش فتيه" التي كانت والدتي رحمة الله عليها ترددها
كثيرا ، ألجمتني على مجاراة الجهلة ومرضى الحسد ، وصدتني عن السير وراء ما تلوكه ألسنتهم
من كلام السوء ، لا عجزاً أو ضعفا أو سذاجةً وإنما إعزازاً لنفسي وترفعاً بها من الوقوع
في الغيبة والنميمة التي ليست من شيم النفوس الطيبة ، والتي يريد المرضى ...جرنا إلى
الأنغماس في مستنقعها للتنفيس عما يشعرون به من حسد للمغرب وملكه ، اللذان لا يعاقبان
أمثالهم من الحثالة إلا بالمزيد من النجاح
، والإصرار على التفرد والتميز المبدع في كل المجالات التي تغيظهم ، كما في
قول المتنبي :
إني وإن لمت حاسدي فما......أنكر أني عقوبة
لهم
وطبيعي أنه لو
لم يكن المنتقَد كبيرا ومهما ويملأ الأسماع ويهز الأقلام ويحرك الأشجان ، لما تعرض
للحسد الناجم عن الحقد الناتج عن النقص والدونية ، فوحدها الأشجار المثمرة التي تُقذف
بالحجارة من أجل ثمارها ، أما النخرات الخاويات الخاليات من الثمار فلا احد يهتم بها.
ومن البديهي أن
يتعرض كل ممتطٍ لقمم النجاح ، لتطاول كل ناقص فاشل قابع في الحضيض يبحث ويفتش عن أي
ثغرة أو هفوة للمبدع الصاعد لسلالم النجاح بأريحية، والذي عبر عنه الشاعر بقوله
:
وكم تطلبون لنا
عيباً فيعجزكم و يكره الله ما تأتون والكرم.
وأختم البرد القوي
والواثق الذي يبرهن على أن مذمة الناقص هي شهادة للمبدع بالتفوق والكمال كما في قول المتنبي:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني
كامل.
ودون أن أنسى البيت
الشعري العربي الشهير:
لولا اشتعال النار
في ما جاورت.. ما كان يعرف طيب عرف العود