بقلم حميد طولست
إنه القيادي الذي
انتخبه المؤتمر التاسع للحزب بالإجماع أمينا عاما للحزب، بعد وفاة الزعيم التاريخي
للحزب علال الفاسي عام 1972، وبقي كذلك حتى المؤتمر 13 في 1998ـــــ
وهو الحزبي الوحيد الذي عُرف رحمة الله عليه بمواجهته الصارمة لإدريس البصري وزير الداخلية أيام اشتداد الأزمة بين المعارضة والحكومة على عهد الملك الراحل الحسن الثاني الذي عرض عليه تشكيل حكومة انقاد المغرب من السكتة القلبية ، لكنه رفض بسبب تدخل إدريس البصري في "إفساد الحياة السياسية وتزوير الانتخابات"، و تغول وزارة الداخلية بعد تحولها إلى "أم الوزارات ، وهو السياسي الوحيد الذي استطاع أن يقول “لا” في وجه الجنرال أوفقير وإدريس البصري.
وكانت سنة
1963 المحطة الحاسمة في حياته رحمه الله ، حيث قدم استقالته رفقة مجموعة من القادة
الاستقلاليين، بعدما تم الإعلان عن حالة الإسثتناء ، وابتعد عن الحياة السياسية وتحديدا
الحكومات التي قادها الجنرال أوفقير اقتناعا منه بأن هيمنة الهواجس الأمنية ضيقت كثيرا
على العمل السياسي.
وأصدر في ذلك مع
الأمين العام السابق لحزب الاستقلال عباس الفاسي وآخرين بيانا تضمن :"نجزم ونعلن
أن السيد حميد شباط أثبت أنه غير مؤهل ولا قادر على مواصلة تحمل مسؤولية الأمانة العامة
لحزب الاستقلال".
حاز رحمه الله
على عدة أوسمة منها : وسام العرش من جلالة الملك محمد السادس عام 2003 ، ووسام “نجمة
القدس” من السلطة الفلسطينية عام 2012 تقديرا
لدوره في نصرة القضية الفلسطينية.
ــــــــــــ رحل
شامخا عن هذه الدنيا الفانية تاركا وراءه فكرا عصيا على الرحيل ، ونحن إذ نعزي أنفسنا
برحيله ، نسأل الله أن يجعلها جميعها في ميزان حسناته وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه
فسيح جناته ويلهمنا وجميع أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا على فراقه لمحزونون
وستظل ألسنتنا تهتف بالدعاء لروحك الطيبة بالرحمة والمغفرة وفي الخالدين مع الرسل والنبيئين
وإنا لله وإنا إليه راجعون