وضعت المملكة المغربية
سلسلة من المُختبرات البيولوجية، مُهمتها تعقب السًلالات المُتحورة من فيروس كورونا،
وتحديد خصائصها.
وأكد مولاي مصطفى
الناجي، الخبير في علم الفيروسات، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار
البيضاء، وعضو اللجنة المختصة باللقاح ضد "كوفيد- 19"، أن اللقاحات المعتمدة
بالمغرب حاليا سواء تعلق الأمر بلقاح سينوفارم الصيني أو أسترازينيكا البريطاني فعالان
ضد جميع سلالات كورونا المتحورة التي تم اكتشافها حتى الآن.
وكشف الناجي في
تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن الاستراتيجية المغربية المتعلقة بالمراقبة
الجينية لفيروس كورونا المستجد، هدفها علمي محض وأن اكتشاف سلالات جديدة لن يؤثر على
عملية التلقيح المنطلقة بالمملكة.
ووضع المغرب ائتلافا
من المختبرات ذات منصة وظيفية للتسلسل الفيروسي. ويتكون هذا الائتلاف من المختبر المرجعي
للإنفلونزا وفيروسات الجهاز التنفسي التابع للمعهد الوطني للصحة، ومختبر التكنولوجيا
الحيوية الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط ومنصة الجينومات الوظيفية للمركز الوطني
للبحث العلمي، بالإضافة إلى معهد باستور بالدار البيضاء.
وأكد الناجي أن
الهدف من وضع هذا الائتلاف هو متابعة التسلسل ووضع دراسات لاكتشاف هل الفيروسات الموجودة
بالمغرب من السلالة القديمة أم الجديدة، وتحديد هذه السلالات المتحورة وتمييزها بالتسلسل
الجيني.
وأفاد المختص المغربي
بأنه على المستوى العالمي تم اكتشاف عدد من السلالات لفيروس كورونا المتحور منها السلالة
البريطانية والبرازيلية والجنوب أفريقية واليونانية، مؤكدا أنه حتى الآن تم اكتشاف
حالة واحدة من هذه السلالات بالمغرب تتعلق بالسلالة البريطانية من فيروس كورونا.
وحسب ما أوضحته
وزارة الصحة المغربية فإن طريقة عمل الائتلاف تتجلى في إجراء تسلسل سلالات فيروس كورونا
المستجد، التي تم جمعها من مختلف المختبرات العمومية والخاصة بما في ذلك المختبرات
المتنقلة والمختبرات المقامة على متن السفن التي تنقل المسافرين من أوروبا إلى المغرب،
وذلك بشكل مستمر بين مختبرات الائتلاف.
وأوضحت الوزارة
أنه يتم الإعلان عن أي سلالة متحورة لدى المديريات المختصة ويصدر بيان صحفي من وزارة
الصحة للإبلاغ عن نوع التحور الذي تم رصده والإجراءات المتخذة لوقف انتشاره.
وبدأت عملية التسلسل
لسلالات فيروس كورونا المستجد في المملكة في يونيو /حزيران 2020، وقد أظهرت النتائج
الأولية التي نشرها المعهد الوطني للصحة في يوليوز 2020 أن السلالات المنتشرة بالمغرب
جاءت من دول أوروبية وأنه لم يتم إثبات أي علاقة بين الطفرات المكتشفة ومدى الفتك بالفيروس.
وفي 18 يناير
2021، أعلن المعهد الوطني للصحة عن اكتشاف السلالة البريطانية المتحورة من فيروس كورونا
المستجد لدى مواطن مغربي عائد من إيرلندا، كما تم تحديد شخصين آخرين من عائلته كانا
يحملان نفس السلالة المتحورة، وقد تم التكفل بالأشخاص الثلاثة وفقا للبروتوكولات الصحية
المعتمدة.
وبالموازاة مع
ذلك، تُنفذ المملكة المغربية، حملة تلقيح واسعة ومُتسارعة ضد فيروس كورونا المُستجد،
نجحت حتى الآن في منح أكثر من مليوني جُرعة لقاح، في وقت يُنتظر أن يتضاعف العدد في
الأيام القليلة المُقبلة.
العين الإخبارية