adsense

/www.alqalamlhor.com

2021/01/06 - 10:28 م


 بقلم الأستاذ حميد طولست

التكريم سلوك متحضر تحرص عليه المؤسسات الحكومية والجمعيات المدنية في البلدان التي تقدر مواطنيها ، وتترجم تقديرها واحتفاءها بهم إلى دروع تذكارية وشهادات تقديرية وهدايا رمزية ونقدية، كما قال الإمام علي كرم الله وجهه "من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق"  فليس هناك أفضل من شكر المحسن وتقدير أعماله ، في حياته و في مماته ، والمعروف لا يضيع بين الفضلاء وإن طال الزمان وتغبرت الأيام ، وأخلاق النبيلة لا تسمح  بنكران الجميل ، وتحتفظ  بقدر المحسنين ومقدارهم وتذكره مهما قل ، وتقيم لأكثريتهم النصب والتماثيل ، تمجيدا لذكرهم وتخليدا لذكراهم.

مناسبة هذه المقدمة هما البادرتان التكريميتان اللتان لفتتا نظري ، وحازتا بإعجابي والمتمثلتان في أقدام كل من مجلس مقاطعة الحي الحسني ، والأكاديمية الدولية للسلام  ، على تكريم كل من المرحوم عبد المجيد و عبد الهادي بلخياط ، بأطلاق مقاطعة الحي الحسني إسم اللاعب الدولي المغربي الظلمي على أحد شوارع حي نسيم إسلان بمقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء،.

وتكريم الأكاديمية الدولية للسلام للفنان المبدع عبد الهادي بلخياط بالدكتوراه الفخرية ، تقديرا واعترافا بكل ما قدمه للجمهور المغربي والعربي خلال مشواره الإبداعي والفني الطويل والغني و المتميز بكل المقاييس .

المبادرتان اللتان لقيتا استحسان جمهوري المكرمين الذين أشاد عدد كثير من كل منهما بالإتفاتتين  المثاليتين اللتان خرجتا عما جرت عليه عادة التكريمات التي كانت تقتصر في غالبية أحوالها على إقامة الولائم البادخة ، التي تستأجر لها الأقنعة ، ويُتميكج فيها ، وتتكرر فيها نفس الخطب المستنسخة المستجدية لتصفيق البلهاء الذين لا يهمهم إشعار المكرمين بقيمة جهودههم وأعمالهم الرائعة ، بقدر ما يهمهم الشهرة والظهور وان يكونوا محط الأنظار على حساب ما يُشعر المكرمين بالتألق والحيوية والرغبة في تقديم الأفضل ، ويجعل منهم أمثولة للنشئ الجديد  ، وقوة دفع تجعله من المكرمين في حالة من التألق والعطاء دائمين..

ولقد حفظ لنا التاريخ الكثير من أعمال التكريم والاهتمام بمن يستحق، فهذا الفاروق العادل الخليفة عمر بن الخطاب يعطي المثل عندما خاطب ذلك اليهودي الكهل الذي عصفت به الأيام وأصبح في حاجة قائلا له "لا والله لن نتركك وسوف ننصفك لقد أخذنا منك شبابك ودفعت لنا الجزية ونحن الآن وجب علينا أن نرعاك ونعطيك حقك" هكذا هم الرواد الحافظون للمعروف من المسلمين الذين دانت لهم الأمم واعتزت بهم الشعوب..