adsense

/www.alqalamlhor.com

2020/12/23 - 10:05 م

كان مرتقبا إجراء لقاء صحفي مع السيد "الحارثي محمد"، نائب رئيس جماعة فاس حول صفقة "فاس باركينغ"، لما أثارته هذه الصفقة من جدال ونقاش حادين على الساحة المحلية والوطنية على حد سواء، وكنا نأمل أن يوضح رأي الجماعة ويدافع عن توجهاتها وينافح الحجة بالحجة، ويقارع الرأي بالرأي، غير أنه في الليلة الظلماء يفتقد البدر، فقد قرر نائب العمدة رفض إجراء هذا الحوار، بعد أن اتفقنا على زمان ومكان اللقاء.

ونحن في جريدة "القلم الحر" ديدننا الرأي والرأي الآخر، سنظل منفتحين على كل الأطياف، لأننا نخاطب قارئا ذكيا يميز الخبيث من الطيب والغث من السمين.

إن مدينة فاس ملك لساكنتها، وشؤونها تخص الجميع بلا وصاية من أحد على أحد، فمدينة فاس هي بكل سكانها، و إن كانوا بشكل أحزاب و منظمات و جمعيات ..، موالاة و معارضة، لا يمتلك هذا الحقيقة المطلقة و كلمة الفصل، و ذاك نصيبه الإقصاء و الإتهام  و التخوين.

إن أي قرار مصيري، يخص هذه المدينة وبالذات في هذه المرحلة الحساسة والاستثنائية، لا يكون مصيريا إلا إذا كانت صناعته نتاجا مشتركا، يأخذ بعين الإعتبار كل الآراء و التناقضات، و التوفيق بينها عبر الحوار و الإحتكام إلى السكان أصحاب الشأن، عبر ملامسة الرأي العام و الاستئناس به ثم العمل به .

إن الرأي يقابل بالرأي و الحجة بالحجة، والإبتعاد عن مواجهة الرأي بالتخوين وانعدام الموضوعية، على ان شيوع لغة الاستخفاف و المناكفة إنما تدل على عدم المسؤولية و غياب النضج السياسي، وسيطرة المراهقة السياسية في إدارة الشأن  المحلي.

إن نقد طريقة التدبير و الاشتغال من قبل المعارضة و الصحافيين و الكتاب ليس كفرا، كما أن نقد أحزاب سياسية لأحزاب أخرى ليس كفرا، لكن الخلط بين النقد و الهروب يمنح الاستعلاء و الانزواء و التحدي حضورا راجحا على حساب النقد البناء والنقاش الموضوعي ويستعصي معها وفي ظلها  أي حوار.

معضلة  بعض "نخب" المستشارين من هذا الحزب، أو ذاك في كل المقاطعات تكمن في آلية تفكيرها، كونها تتمسك بما تؤمن به من تصورات واعتقادات ومفاهيم، ولا تتوانى عن إصدار أحكامها،  قاموسها لا يعير اهتماما للقيم والمبادئ والسير مع التيار العام إن وجد، ما يعني الهروب من المواجه.

وليس جديدا القول إن طبيعة أغلب  المستشارين من هذا الحزب، تميل إلى عدم قبول الاختلاف، ما يجعل بناء الثقافة وملاحقة التلاقح  بطيئا، أو متأخرا الشيء الذي يفسر بقاءها في موقع المدافع لا المهاجم.

واجبكم كمستشارين، حملتكم الساكنة إلى سدة التسيير والتدبير، الركون للحوار والانفتاح، وقبول التعددية والاختلاف في بناء ثقافة هذا المجتمع، والتحلي بالشجاعة والجرأة، لأنكم تحملون رسالة يفترض أن تكون نزيهة وصادقة.

ابراهيم فارح