بقلم عبدالحي الرايس
رغم قسوة الظروف،
وصعوبة التنقل بين الوديان والسفوح، أصرَّتْ على تحقيق الطموح، وعقدت العزم على بلوغ
الغايات، سعياً نحو تحقيق الذات، نالت البكالوريا بامتياز، وولجت كلية الطب باستحقاق،
وبِهِمَّتِهَا تسْتشْرفُ الآفاق.
وكَمْ لزهيرةَ
ـ بجِبالنا وبَوَادِينا ـ من نظيراتٍ لها مُهْمَلات، يقعُدُ بهنَّ الفقرُ ونأيُ المسافات،
وخشيةُ المخاطر والمفاجآت، عن ارتياد المؤسسات، مما يحول دون اكتشاف القابليات، والانتفاع
بما يزخر به الوطن من ثرواتٍ وعبقريات .
يتردَّدُ الحديثُ
عن تحقيق نسبة عالية في تعميم التعليم، وما لم يتمَّ تأكيدُ إلزاميته، والسهرُ على
تعزيز ذلك بشتى السبل والوسائل، فستظل نسبةٌ لا يُستهانُ بها من ثروتنا البشرية ضائعةً
مُهْدَرَة.
البلدٌ يتوقُ إلى
ربح رهان التنمية، ولديْه رصيدٌ لا يٌستهان به من الثروات المادية، وما لم يحرصْ على
استثمار ثروته البشريةِ المعطاءِ الواعدة ، فسيظل يُراوحُ مكانه، ويتعثَّرُ في مسيرته.
بالأمس غيْرِ البعيد
هاجرتْ مع أهلها طفلةٌ كانت عندنا راعية، فإذا بها تتقلدُ منصبَ وزيرةٍ في الديار الأجنبية.
ومن حين لآخر تطلع
علينا أسماءٌ تعتزُّ بانتمائها إلى الوطن، اضْطُرَّتْها الظروفُ إلى الاستقرار ببلاد
المهجر، فأتتْ برائد الإبداعات، ومُذْهِلِ الكشوفات، واحتلتْ مواقع الريادات.
وثمة ثلة من الشباب
الطموح المقيم بيننا، فتيان وفتيات ما فتئوا يطالعوننا برائع الاختراعات .
كل ذلك يقوم شاهدا
على أن التعليم خير مشتل لبذور التنمية، وأن إلزاميته عوْنٌ على استنبات الكفاءات دون
استثناء، بعضها كزهيرةَ يُغالب التحديات، ويشق طريقه رغم الصعوبات، وكثيرٌ منها يُضِيعُهُ
الإهمال.
وليس يُدْرَى أين
يكمُنُ النبوغ، ومن أين تَشِعُّ العبقرية.