adsense

/www.alqalamlhor.com

2020/12/29 - 9:07 م

في عز السجال والجدل بشأن الرابح الأكبر من "الاتفاق الثلاثي" الأمريكي المغربي الإسرائيلي المعلن يوم 10 دجنبر الجاري، والذي مازالت لم تكشف كل تفاصليه، خاصة مع الحديث عن زيارة مرتقبة لوفد مغربي لإسرائيل؛ كشف المغربي اليهودي شلومو بنعمي، كبير السياسيين والدبلوماسيين والسفير السابق لإسرائيل في إسبانيا ووزير خارجيتها عام 2000، أن المغرب هو الرابح الأكبر من الاتفاق الثلاثي، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي المنتخب، جون بايدن، لن يتراجع عن القرار الذي اتخذه سلفه دونالد ترامب، موضحا أن القرار الأمريكي يطرح مشكلا بالنسبة إلى حلفائه الأوروبيين.

ويعتقد بنعمي، المزداد بأصيلة الدولية سنة 1943، أن الموقف الأمريكي المُعترِف بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه يشكل معضلة للدولة الإسبانية التي تحاول خلق نوع من التوازن في علاقتها مع المغرب والجزائر، لكن موقف مدريد يفرض عليها التفكير في كيفية عدم خسارة نفوذها في المغرب لصالح فرنسا، خاصة مع تشبثها بموقفها المدافع عن "مركزية الأمم المتحدة" في حل النزاع المفتعل منذ 45 عاما.

في هذا الصدد، أبرز بنعمي، الذي غادر المغرب سنة 1956 مع الاستقلال صوب إسرائيل، أن المغرب هو الأكثر استفادة من الاتفاق الثلاثي، لأنه "حصل على الاعتراف الأمريكي بسيادته على الصحراء الغربية، التي تعتبر القضية الوطنية الأكثر إثارة للإجماع في المغرب"، لكنه يرى أن "قرار الولايات المتحدة الأمريكية يطرح مشكلة مع الحلفاء الأوروبيين، شبيهة بتلك التي حدثت مع إعلاناتها بخصوص القدس والجولان"، ومع ذلك يظن أن بايدن لن يتراجع عن قرار ترامب بخصوص مغربية الصحراء. في هذا قال: "أعتقد أنه سيتبناه. إنه منطق الديمقراطية الأمريكية. سيتوجب على جو بايدن البحث عن خلق التوازن بين التحالف مع المغرب وعدم المواجهة مع الجزائر".

وعلى غرار العديد من المتتبعين والمراقبين الذين يؤكدون أن المغرب يمتاز عن باقي الدول العربية والمغاربية بعلاقاته التاريخية والاجتماعية والروحية مع اليهود المغاربة، بيَّن بنعمي في حواره مع صحيفة "إلموندو" الإسبانية قائلا: "لقد عرف المغرب دوما كيف يكون متقدما بخطوة عن باقي الدول العربية في علاقته بإسرائيل. ففي سنة 1958، دعا ولي العهد حينئذ الحسن (الملك الراحل) إلى التصالح مع إسرائيل في خطاب بيروت".

وأشار بنعمي إلى أنه التقى الملك الراحل الحسن الثاني مرتين، ووصفه قائلا: "رأيت فيه حكمة دبلوماسية قادرة على فهم الوضع. في سنة 1993، بعثني رابين إلى الملك الحسن الثاني، حيث نقلت له رسالة بخصوص الموضوع السوري، لكن تحدثنا، أيضا، حول الفلسطينيين. في تلك الفترة التي كانت تجري فيها مفاوضات أوسلو، كان الملك يعتقد أن جبهة التحرير الفلسطينية لم تعد صالحة، ويجب أن يحدث تغير جيلي في القيادة الفلسطينية. موقفه من عرفات لم يكن مختلفا عن ذلك الذي كان لدى قادة باقي الدول العربية".

وفي ظل التوتر الدبلوماسي المنفجر أخيرا بين الرباط ومدريد بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وتأكيد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، كذلك، مغربية الثغرين المحتلين سبتة ومليلية؛ يشير بنعمي إلى أن إسبانيا وجدت نفسها مطالبة بالخروج بموقف متوازن بين المغرب والجزائر، لكنه أكد، أيضا، أن هذا الموقف يشكل معضلة في حده ذاته لإسبانيا، بحيث سيكون عليها الحفاظ على مصالحها في المغرب ومواصلة الدفاع عن موقفها. "حاولت وزيرة الخارجية الإسبانية أخذ العصا من الوسط ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. من جهة، رحبت بالعلاقات الثنائية بين إسرائيل والمغرب؛ ومن جهة أخرى، أكدت الإجماع الدولي حول الصحراء الغربية. السياسة الخارجية الإسبانية متعددة الأطراف في حد ذاتها، مع احترام كبير لقرارات الأمم المتحدة". وبخصوص الموقف الإسباني الضبابي والسلبي من الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، قال بنعمي: "ما قالته الوزيرة الإسبانية منطقي وضروري لخلق التوازن مع الجزائر. فرنسا عالجت هذا المشكل بموقفها المؤيد للمغرب. في الحقيقة، يتعلق الأمر بمعضلة بالنسبة إلى الدبلوماسية الإسبانية؛ كيف لا تتراجع في المغرب لصالح فرنسا، وتتشبث بموقفها".

اليوم 24