بقلم عبدالحي الرايس
وقد اختيرت شعاراً لليوم العالمي للغة الضاد لسنة 2020 لرسالتها
في الحفاظ على اللغة، ودورها في تجديدها، وتيسير مواكبتها للعصر باختراعاته ومستجداته
العلمية والتقنية، وما يتطلبه كل ذلك من مصطلحات وتسميات.
تنافست الأقطار العربية في إحداث مجامع نُسِبتْ إليها، ووفرت
لها فضاءاتٍ تستقطب أعلام اللغة للاشتغال بها، والاجتهاد في إعداد المعاجم والدراسات، والإتيانِ بالمصطلحات، وتَحقَّق لها من ذلك الكثير.
ولكن الجهود ظلت متناثرة، وحتى عند إثمارها لم تَعْرِفْ تفاعلاً
فيما بينها بما يَفِي بتوحيد المصطلح، وتعميم تداوله، وجعله في متناول المشتغلين بالتعليم
في مختلف مستوياته.
من هنا تتأكدُ الحاجة أوَّلا إلى مَدِّ جسور التواصل بين
هذه المجامع لاستثمار جهودها والتنسيق فيما بينها، والأخذِ بأوْفَى ما انتهى إليه كلٌّ
منها.
وموضوعُ المناشدة أن يتم تنزيلُ ما يقع عليه الإجماع، وجعلُه
في متناول مُلْتمسيه عبر الشابكة في كل مجال.
ورغم أن العربية مُعتدَّةٌ برصيدها، متميزة بتراث تتناقله
الأجيال، تتعاقب عليه الحقب والأزمان دون أن يشوبه التباس ولا إبهام، أو يكون بحاجة
إلى ترجمان، إلا أنها تظل مدعوة إلى مواكبة الصيرورة، وتيسير أسباب الاستدامة.
ولن يتسنى ذلك إلا برفع وتيرة عمل المجامع، ومَجْهُودٍ للتنسيق
فيما بينها مُوَحِّدٍ جامِع، وجَعْلِ الْمُصْطلح وجَدِيدِ اللغة في مُتناول كل باحثٍ
وطالب.