بقلم أسماء الصبار فاعلة جمعوية وحقوقية
يؤسفني كثيرا الاطلاع
عبر مواقع التواصل الإجتماعي على تعليقات للبعض، يتحدثون فيها عن "خيبر"
وعن "بنو قريضة"؟!!! مصدرين بذلك أحكامهم على جميع اليهود عبر قصص قبائل
من العصور الغابرة ! مع العلم أن جميع الأنبياء عند بداية دعوتهم إلى ديانة جديدة تعرضوا
لما تعرض له سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام،
فقد كان من الطبيعي، وفي جميع المجتمعات، أن يجد التغيير إلى جانب المؤيدين له ،معارضين
وذلك بسبب التخوف من انقلاب الأوضاع السياسية والاقتصادية، وتهديد مصالح الطبقة الحاكمة
آنداك .
أضف إلى ذلك مصطلح
" التطبيع " الذي بدأ يتردد على ألسنة بعض من يعتبرون أنفسهم أوصياء على
القضية الفلسطينية، وهو مصطلح شرقي مستورد ودخيل على المغاربة يهودا كانوا أو مسلمين
اللذين عاشوا دائما في سلام وأخوة ، فالتاريخ يشهد أن تواجد اليهود بأرض المغرب كان
قبل دخول الإسلام إليها: وهنا وبكل موضوعية علينا الوقوف بصراحة وطرح التساؤل التالي:
هل سنعتبر اليهود، رغم قدم هذا التواجد التاريخي في المغرب، أقل مغربية من المسلمين؟
وهل سيعمينا الحقد المستورد من دول لا علاقة لنا بها، عن رؤية الحقيقة التاريخية الثابتة؟
لقد عشنا وعاش أباؤنا وأجدادنا دائما في وئام وحب واحترام وسلام مع إخواننا في المواطنة
رغم اختلاف ديانتهم. ثم ألا يوجد بيننا في نظركم مغاربة لادينيون؟ أو مغاربة ملحدين؟
هل يحق لنا تجريد مواطن مغربي من جنسيته أو من وطنيته لمجرد أنه مختلف العقيدة؟ متجاهلين
ما يكفله دستور المملكة لكل مواطن مغربي من حرية العقيدة؟ لنتوقف عن التغريد بكل ما
يأتينا به الشرق! فلسنا أكثر فلسطينية من الفلسطينيين أنفسهم... !!!
وبالنسبة للخطوط الجوية المباشرة، فهذا حق المغاربة أيا كان البلد الذي اختاروا العيش فيه سواء إسرائيل
أم غيرها ! لأن ثلث 1/3 الإسرائيليين مغاربة
ومن حقهم الدخول إلى وطنهم المغرب ، لزيارة
أقاربهم أو لأداء شعائرهم الدينية، وزيارة قبور أجدادهم، مع حقهم
في خط جوي مباشر direct ، يؤمن لهم دخول بلادهم متى شاؤوا وبكل حرية مثلهم في ذلك مثل جميع
المغاربة، بدل المعاناة من طول الإنتظار في المطارات بسبب الرحلات الطويلة والمضنية
التي كان يفرضها عليهم العبور من بلد آخر من أجل السفر إلى المغرب.
وللتذكير فإن المغاربة
اليهود أينما وجدوا، قد اثبتوا تعلقهم ببلادهم وبملكهم ، ويقدمون دوما صورة مشرفة عن وطنهم المغرب، حيث اعتبروا دائمآ أنفسهم سفراء لبلادهم،
وعملوا على نشر السلام سواء في المغرب أو خارجه. مع احترامي لجميع المغاربة
كيفما كان معتقدهم. وحفظ الله بلادنا من الفتن المستوردة!.