adsense

/www.alqalamlhor.com

2020/12/06 - 9:16 م


بقلم الأستاذ حميد طولست

إذا كان ماضينا الإنتخابي سيئا ، فمحزن أن تكون العملية الانتخابية القادمة سيئة ، والأشد حزنا أن يروج البعض  بأنها ستكون أسوأ من سابقاتها ، وأن الأطماع الإنتخابوية ستقوض معايير أخلاقياتها ، وأن المصالح السياسوية ستضرب قيم التكافئ ومبادئ التنافسية في ممارستها ، وأن الفساد سيؤثر على نزاهة عملياتها ويجير نتائجها ، وغير ذلك من التكهنات الكاذبة التي يراد بها تجار الإنتخابات،  إفقاد جمهور الناخبين ثقتهم بجدوها ، والكفر بقيمها المعنوية ومبادئها الأساسية ، والدفع بهم إلى التقوقع على الذات والانعزال عن عوالمها ، والعزوف عن المشاركة فيها، والزهد في تطوريها والتقدم بها .... ،  الهدف الأقسى والغاية المثلى التي يرجو تحقيقها الكثير من أنصاف السياسيين ، الذين لا هم لهم  إلا الإسحواد على السلطة عن طريقها ، وإدامة البقاء فيها ، ولو أدى ذلك بمصالح الأوطان والمواطنين إلى المنزلقات الرهيبة والمآسي الكارتية ، التي يتألم لها المواطن الواعي والمتسيس، ويضطرب بسببها الإنسان البسيط ،  ويتأسفون جميعهم على وقوعها ، دون أن يسعى أي منهم ، مع السف الشديد ، لتغيير واقعها الملوث ، أو تطوير أحوالها المتخلفة ، والحيلولة دون تكاثرها وانتشارها في كل الأوساط ، ويكتفين بالبكاء على الذات وإغراقها في المظلومية ، وتحميل الأغيار مسؤولية ما يعيشونه مع بؤسها ، الذي هو من صنعهم ، وقرار تغيير حاله وإصلاحه ضعه بأيديهم ، وليس بأيدي من  يلومون من عقلاء الأمة ومناضليها الوطنيين الحقوقيين والسياسيين ، الذين يتهمونهم بعدم تحمل مسؤوليتهم حيال فساد الإنتخابات، والتزامهم الصمت عن مختلف المشاركين في افساد عملياتها  ، وتقاعصهم عن صدها أو إيقافها، وهم يعلمون أن مسؤولية مواجهة الفساد لا تقع على فئة أو شخص دون آخر، فالجميع محاسب به وعنه ، والكل معني بالحفاظ على نزاهته التي يبقى قرارها بأيدينا إن أردنا الإصلاح والتغيير حقيقة.

وحتى نكون أكثر واقعية ولا نلقي اللوم على غيرنا من عقلاء الأمة ومناضليها ، الذين هم ،ربما ، معذورون في ذلك لأسباب كثيرة ، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر 1: أن وقوف أي كان في وجه الفساد يجر عليه عداء كل الجهات الفاسدة والداعمة له والسابحة في فلكه، والكثيرة جدا والمتآزرة جدا،2: أن أكثرية الناس لا تنتصر للحق والمواقف الصحيحة وإن كان في مصلحتهم، مطبقين المثل المغربي الدارج: "بعد من البلى لا يبليك" والذي يطابقه عند إخواننا المصريين "ابعد عن الشر وغني لو".

وإلى اللقاءه بحول الله في حلقة أخرى من سلسلة " معضلة الإنتخابات  ".