adsense

/www.alqalamlhor.com

2020/11/14 - 12:15 م

يسود هدوء تام في المنطقة العازلة بين الحدود المغربية – الموريتانية، بعد أن انسحب ناشطو عصابة جبهة البوليساريو من المنطقة منزوعة السلاح. حيث أن الجيش المغربي سيطر بشكل تام على المعبر، وقام بتمشيط واسع لتأمينه، وبدأ في تشييد حاجز رملي لتأمين المعبر.

وأضافت مصادر صحفية مطلعة، أن دخول الجيش المغربي إلى المنطقة العازلة استمر لأقل من ساعة قبل السيطرة التامة عليها، ولم يحدث أي احتكاك مع المدنيين الذين تم ترحيلهم من المعبر تحت مراقبة من بعثة الأمم المتحدة «المينورسو".

وقال المصدر ذاته، إن الوضع في معبر الكركارات هادئ، فيما توقعت مصادر عديدة في المنطقة أن تبدأ الحركة التجارية والمدنية في أسرع وقت ممكن.

مؤكدة أن الجيش المغربي يعمل منذ دخوله إلى المنطقة العازلة على سد الثغرات في الجدار العازل.

وتمتد المنطقة العازلة بين البوابتين المغربية و الموريتانية لقرابة 7 كيلومترات، كان ناشطو عصابة البوليساريو قد أقاموا فيها مخيما، وأوقفوا الحركة التجارية والمدنية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.

وقال مراقبون للصراع المفتعل في الصحراء المغربية، إن اعتبارات عديدة تفسر التحرك المغربي، فالاعتبار الأول هو أن إغلاق البوليساريو للمعبر كان استفزازا تريد منه اختبار قوة المغرب، وجس نبض إرادته في حسم النزاع بأي وجه من الأوجه، بعد أن مال المغرب، وجميع الأطراف، إلى الحل السياسي.

وأضاف نفس المصدر، أن الاعتبار الثاني هو أن المغرب يتوجب عليه أن يحسم الأمر، لأنه يتعلق بسيادته على أراضيه، لأنه يعتبر أن كل الإقليم الصحراوي جزء من الأراضي المغربية، وبالتالي من الطبيعي أن يحسم أي خلاف حول ذلك.

أما الاعتبار الثالث، فهو أن المعبر منفذ للاقتصاد المغربي تجاه إفريقيا، الذي بدأ يتوسع في السنوات الأخيرة، لذا لن يقبل المغرب إغلاق المعبر.

من جهة أخرى، قال رئيس المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية، إن الجزائر إذا كانت لها يد في الموضوع، فهي تسعى لتحقيق هدفين، الأول هو تحريك الملف على المستوى الدولي وإعادة الحيوية إليه، بعد أن تم تناسيه نسبيا قبل القرار الأخير، لأنه مرت سنوات ولم يعين مبعوث أممي خاص بالصحراء.

وأضاف ولد السالك، أن الهدف الثاني لدى الجزائريين هو لفت الانتباه عن الأزمة الداخلية في الجزائر، لأن الجيش الجزائري يراهن على ملف الصحراء كجزء من أدوات السيطرة وتوفير شرعية داخلية.

وخلص رئيس المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية إلى القول، إنه في النهاية ستكون البوليساريو هي الخاسرة، لأن المسألة محسومة لصالح المغرب، مهما كانت التداعيات التي ستؤول إليها الأحداث.

من جانبه قال الصحفي الموريتاني عبد الله ولد سيديا المقيم في لندن، بخصوص الموضوع، إن تحرك الجيش المغربي خطوة متوقعة، مشيرا إلى أن المصالح المباشرة للمملكة المغربية تعرضت للتهديد بعد إغلاق معبر الكركارات.

ووصف ولد سيديا إغلاق البوليساريو للمعبر الحدودي بأنه كان مغامرة، تهدف إلى ما سماه "خلق بؤرة توتر".

وقال الصحفي الموريتاني، إن الأمم المتحدة بإمكانها أن تطفئ لهيب حرب محتملة، لأن آخر ما تريده الأطراف هو الحرب، بمن فيهم البوليساريو والجزائر من ورائها، لأن الحرب ليست في مصلحة أي كان.

و كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد عبر عن أسفه، لعدم نجاح الجهود الدبلوماسية خلال الأيام الأخيرة، وقال إن الأمم المتحدة ستبذل كل الجهود من أجل استئناف العملية السياسية في ملف الصحراء.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة، مساء أمس الجمعة، على أنه مصمم على بذل كل الجهود الممكنة لتفادي انهيار اتفاق وقف إطلاق النار القائم منذ 06 سبتمبر 1991.