adsense

/www.alqalamlhor.com

2020/11/30 - 11:49 ص


بقلم الاستاذ حميد طولست

يتطلع المواطن المغربي إلى أن تخرج الانتخابات القادمة عما عرفته في سابق المرات الفائتة، إطاراً وأفكارا وتكتيكا، وأن تنئى بنا عن التجارب الانتخابية السابقة التي مع الأسف الشديد لم تأت بجديد، ولم تُظهر أي اختلاف أو تميز بين جل الذين خاضوا غمارها، إذ لم يتميز خلالها التقدمي عن المحافظ، والعلماني عن الإسلامي، ولا اللبرالي عن الاشتراكي، ووقفت جل الأطياف المتنافسة بكل مشاربها المتنوعة وأيديولوجياتها المختلفة في منطقة الظل أو ما يسمى بالمنطقة الرمادية، أي بلا لون وبلا طعم وبلا موقف، ونسي أغلبها كل المبادئ الإيديولوجية والأخلاقية و حتى الدينية وتعاليمها التي اعتادوا الصياح بها كلما اعتلوا منصة أو أمسكوا بمكرفون.

إنها قضية شائكة، بل هي معضلة مستعصية تتطلب جرأة فتح الملفات لمناقشة أسباب انتفاء  أس وأصل العملية الإنتخابية التجدد التعدد والتنوع والاختلاف وتغيير الوجوه والطاقات، الذي من أجله سنت كل خمس سنوات ، والذي من دونه يبقى المرشحون صورا مستنسخة المتشابهة والمتطابقة برغم تعدد الانتماءات وتنوع المشارب،  فلا يكون هناك تغيير ولا خلق أو إبداع أو ابتكار، ويظل حال المواطن على ما هو عليه،  لا يقصر في الأسى على أوضاعه ، يتحسر ويتأسف ، يتمزق بين الحزن والإشفاق ، الرغبة والكبت ، يتلظى بين الطموح والعجز ، ثم سرعان ما يستسلم للأمر الواقع ويطوي آلامه وينتظر إستحقاقات انتخابية جديدة مغايرة لهته التي لم يعد لها رائحة زكية تعطر الجو ، وتملأ جوانح الانسان بالشعور الإنتماء عند ممارسته حريته الاختيا ر الحر الذي يؤكد ذاته.