adsense

/www.alqalamlhor.com

2020/10/28 - 9:15 م

بقلم عبد الحي الرايس

رِيَادَةٌ وقيادة، تُحرِّرُ الناسَ من الفاقة، وتُجهِزُ على الجهالة، تُؤَمِّنُ للبسطاء الكرامة، وتَقضِي لهم  ألفَ حاجة. 

تُحِيلُ الصحارَى إلى جِنان، وتُغدِق الخيرَ في كل أوان، تكسُو العَريان، تُشْبِعُ الجوْعان، تروي الظمآن، وتجعلُ البأساءَ والأدواءَ في خبر كان.

الزعامةُ زُهْدٌ في الذات، وإيثارُ العامِّ على الخاصّ، استماتةٌ في تحرير الأوطان، وتعبئةٌ في تسْريع النماء. 

تَحْمِلُ البشائر، تُبدِّدُ المخاوف، تستقدمُ المُهاجر، ترعى المواهب، تُنصِفُ كلَّ طامح، وتَدْعَمُ كل باحث.

وللزعامة نماذجُ ونظائر، تُعطي المثال لكل رائد، وطريقٌ لا يسْلكُه إلا كلُّ زاهد .

والتاريخُ حافلٌ بأسماء من حرَّرُوا الأوطان، وأغدقوا الخير على كل إنسان، وأشاعوا العدل، وحققوا ما لم يكن في الحُسبان.

وسَيَحُلُّ مَوْعِدُ الترشُّح والترشيح للزعامة :

فإذا كنتَ مِمَّن يُدَغْدغون الأحلام، ويَبيعون الأوهام، يُهادنون الفساد، ويُفقرون العباد، يُحيلون الجنان إلى قفار، يُجيدون الكلام، وتُناقِضُه لدَيْهمُ الأفعال، فتنكَّبْ عن الطريق، واعْلَمْ أنك تسْلُكُ غيرَ السبيل.

فالزعامةُ ليستْ دهاءً وصَنعة، إنما هي جِبِلَّة وفِطْرة، فَمَنْ بَذَرَ اللهُ في قلبه حُبَّ البلاد، وخِدمةَ العباد، فهو لها ولو أفقرتْهُ وأعْدَمتْه، ومَنْ تطاولَ عليها، وركِبَ بالزَّيْفِ مَرْكبَها كشفتْهُ وفضحَتْه.

فاتقوا الله في أوطانكم، وفي مُسْتقبل ناشئتكم، والأجيالِ القادمةِ من بَعْدكُم، وتأكدوا أن ركوبَ التمْويه، وتدبيجَ الخطاب البليغ، والتماسَ الريع، لا يحظى بالتزكيةِ ولا بالتصديق، ولا يُسْفِرُ عن غير الإدانةِ والتيئيس.