بقلم الأستاذ حميد
طولست
غريب أمر بعض رجال
الدي وأئمته وشيوخه وفقهائه ووعاظه وخطبائه ورقاته الذين يحثون الناس على الصلاح والتقوى
، وهم أول -ومن دون سائر عباد الله- من يخالف ما يحضون الغير عليه ، وينصحونهم به ،
وينجرون نحو نزوات النفس الأمّارة بالسوء ، ويستسلمون أكثر من غيرهم لإغواء الجسد وشهوات
الجنس التي يتخطون فيها كل الخطوط الحمراء ، ويتجاوزون في ممارستها كل نواهي وأوامر
الدين ، إلى درجة أصبحوا معها مضرب الأمثال بين الناس في قصص حرث النساء بجميع الطرق
غير الطبيعية ، وكل أشكال الحرام ، وداع صيتهم في زراعة الإماء والجواري ومضاجعة القيان
ومواقعة الغلمان ، وبرعوا في مفاخذة الطفلات الصغيرات الواتي يطقن الإيلاج من الرضع
، والاستمتاع بهن ضما ولثما ولحسا ، والقذف في أفواههن، وغير ذلك من وحشية الذئاب البشرية التي اتخذت الدين
غطاء لإرضاء شبقية شذوذها المقيت الذي لا يقره لا دين سماوي ولا قانون وضعي ولا عرف
إنسانية ، والذي يعتبر في دين الله وشرعه فحش فاحش ومعصية كبيرة ، تجاوزت كل ما ارتكبه
كهنة وقساوسة الكنيسة قبل قرون من فضائح الاعتداءات الجنسية التي مورست على الأطفال
والنساء ، والتي لم يعد بالإمكان اغفالها أو التجاوز عنها بحجة أنها مؤامرات ضد الدين
الإسلامي ورجالاته ، الإدعاء الذي أصبح من الصعب الإستمرار في تصديقه بعد أن تفشت فواحش
التحرش والاعتصابات بين فقهاء وشيوخ في المجتمع ، والذين كشفت عوراتهم ونشر سوءاتهم
على الهواء مباشرة ، شبكات التواصل الاجتماعي ، وأزاحت ما كانوا يتسترون به من استار
الطهرانية المزيفة والصلاح والتقوى المصطنعة، فإنفضح أمرهم أمام من كانوا يعتقدون أنهم
من رجال لله ، وحماة دينه ، ودعاة لمبادئ وتعاليمه وأخلاقه السمحة ، وجعلت صورة وسلطة
أنهم اقرب إلى الله والإسلام من غيرهم تهتز ويخفت بريقها.
، يحرض اجتراح
الأسئلة الحرجة والملتبسة : " هل هذه هي حقيقة أئمة المتأسلمين ؟"، أم أنها
مجرد مؤامرة ضد أئمة وفقهاء الإسلام ؟ والتي
لاشك أن جواب الكثير من المتتبعين لهذا الواقع الحرج ، والحال المُتشابِك الدّوافع
سيكون بالإيجاب عن السوال الأول ، وبالنفي عن الثاني ، بحجة ما عرفه المجتمع من فضائح
هتك أعراض الأطفال بوحشية ضدا في كل القيم الدينية والإنسانية ، والتي كان أبطلها من
الذين ملأوا علينا الدنيا وشاغلوا الناس بالدين والاخلاق والثواب والعقاب ، والجنة
والنار ، والذين استثني منهم الأئمة الأتقياء الصادقين الآمنين المهتدين الذين لم يلبسوا
إيمانهم بظلم مخافة الله.