adsense

/www.alqalamlhor.com

2020/10/07 - 9:05 م

بقلم الدكتور عبدالواحد الفاسي

إن فتح تحقيق قضائي مع الجمعية الجديدة التي قامت بتأسيسها المدعوة "أمينتو حيدر" سيضعها في الواجهة ، ولكن بشكل مختلف ، لأنها لم تعد تخفي نواياها الانفصالية ، في الوقت الذي يوجد فيه ملف الصحراء بين يدي مجلس الأمن . وهذا يؤكد أن التهاون في محاسبة الخونة يشجع على الخيانة .

عندما تسمي جمعيتك ب " الهيأة الصحراوية ضد الاحتلال المغربي " فماذا تنتظر؟؟

لا يمكن أن ننسى - ونحن أمام حدث خطير وعمل شنيع - أحد أعظم خطب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 39 للمسيرة الخضراء حيث قال :

" ليس هناك درجات في الوطنية ولا في الخيانة. فإما أن يكون الشخص وطنيا ، وإما أن يكون خائنا . صحيح أن الوطن غفور رحيم ، وسيظل كذلك. ولكن مرة واحدة لمن تاب ورجع إلى الصواب. أما من يتمادى في خيانة الوطن ، فإن جميع القوانين الوطنية والدولية تعتبر التآمر مع العدو خيانة عظمى. إننا نعرف أن الإنسان يمكن أن يُخطيء ، ولكن الخيانة لا تُغتفر. والمغرب لن يكون أبدا ، مصنعا لشهداء الخيانة ".

" وكفى من استغلال فضاء الحقوق والحريات التي يوفرها الوطن للتآمر عليه".

" أي شخص ، إما أن يكون وطنيا أو خائنا . فليس هناك مرتبة وسطى بين الوطنية والخيانة ".

انطلاقا من هذا الخطاب العظيم الذي أوضح السلوك الذي يجب اتباعه ضد هؤلاء الذين يخرجون عن الصراط المستقيم ( أي الخونة ) ، أليس هذا الظرف ظرفا مناسبا لتفعيل هذه المبادئ وتطبيق هذه القواعد في حق هذه المرتدة المارقة المسماة " أمينتو حيدر" ؟

أنا كمغربي، لم أستطع أن أفهم موقف المغرب في سنة 2009 عندما رفضت المعنية كتابة لفظة " مغربية " في الخانة المخصصة للجنسية ، بينما تحمل جواز سفر مغربي ولها بطاقة تعريف وطنية مغربية ، وتستفيد من المغرب لدرجة أنها استفادت حتى من التعويضات التي أقرتها هيأة الإنصاف والمصالحة .

لم أفهم أنه لماذا، تحت ضغط بعض الدول وبعض المجموعات التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان وهي تدافع عن خائنة غايتها المس بحقوق شعب بأكمله، اضطر المغرب للاحتفاظ بهذه الآفة بين أحضانه ؟ مع العلم أن الأمور كانت واضحة في ذلك الوقت كما هو الحال اليوم.

هناك طرحان أو اختياران لا ثالث لهما : إما أنني مغربية وعلي أن أحترم بلدي وأن أدافع عنه في كل الظروف والأحوال وإما أن أقوم بأعمال ضده ولصالح جهة أخرى وهذه هي الخيانة العظمى التي تحتاج إلى علاج مناسب .

كيف نستطيع أن نُفسر أن مغاربة قاموا بمظاهرات وارتكب بعضهم بعض الأفعال ولم يقوموا بأي عمل ضد وحدة الوطن أو خيانة لوطنهم ، فيحكم عليهم بعشرات السنين من السجن في الوقت الذي نرى أن من قام بالخيانة الكبرى ضد الوطن يعيش حرا طليقا ويستمر في القيام بأعماله الساعية إلى تقويض أسس الدولة المغربية من طنجة إلى الكويرة .

هناك الاحتمال الثاني وهو أن أصرح بأنني لست مغربيا وأعيد أوراق الهوية الوطنية وأغادر المغرب إلى وجهة أخرى ، وإن رفضت سأعرض نفسي للمتابعة بتهمة التجسس لصالح العدو.

هذا منطق لا يناقش . وكل من قال العكس لا يمكن أن يكون إلا منافقا.

هل يمكن لأي مغربي أن يقبل تحدي أي شخص كان، للشعب كله ونضطر لتحَمُّلِه ؟

فلتخرج هذه المارقة من المغرب ولتفعل ما تشاء . لا يمكن أن يُلزِمَنا أي أحد مهما كان لكي نقبل بتواجد عدوٍّ لنا داخل دارنا .

على المغرب أن يكون واضحا وصارما . لاسيما أن هذه السيدة كانت واضحة هذه المرة ،عندما قررت حل جمعيتها التي كانت تدَّعي أنها من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان مما جعل الكل يتقبل بارتياح هذا الإدعاء . لكن هذه لم تكن إلا خدعة قبل وضع مشكل أكثر خطورة. أكثر خطورة ولكن أكثر وضوحا مع إحداث جمعيتها الأخيرة، والذي تأكد من خلاله ما كنا نعرفه جميعا. وهو الشيء الذي يرفع عنا الحرج من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة التي يفرضها التصدي للخيانة العظمى . اسم هذه الجمعية واضح ولا غبار عليه : " الهيأة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي " .

أليس هذا تحدي واضح لنا جميعا ومعناه صريح ولا لبس فيه بحيث يقول لنا : " إنكم لا تستطيعون القيام بأي شيء ضدي" .

أيها المغاربة . إنها قضية كرامة الوطن والمواطن . لا يهمنا موقف كل دول العالم . من لا يحترمنا لا يهمُّنا .

أيها المغاربة . الحلال بيِّن والحرام بيِّن .

أيها المغاربة . اختيار هذا الظرف بالذات للقيام بهذا العمل ، يؤكد أنه يدخل في إطار مؤامرة أكبر . بالطبع أتكلم عن مشكل "الكركرات" وعن تفشي جائحة " كوفيد 19 " والمشاكل الاقتصادية الناجمة عنه ، الخ ....

على المغرب أن يكون صارما . وكما يقول المغاربة :" الخائن يموت بالشرع " و " من غشنا فليس منا " .

وأعود في الأخير إلى خطاب صاحب الجلالة : " ... صحيح أن الوطن غفور رحيم ، وسيظل كذلك ، ولكن مرة واحدة ". بالنسبة لحيدر، هذه أكثر من المرة الثانية.

ليس أفضع من العدو من الداخل ، لأنه لا يستثني أحدا ويمس بالجانب العاطفي .

من خان مرة واحدة ، من سيمنعه من إعادة الخيانة .

قال نابليون : " مَثَلُ الذي خان وطنه وباع بلاده ، كمثلِ الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص. فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه ".

قال الشاعر مَعْن بن أوس :

أعلِّــمُه الرِّمايـــة كــل يـــوم

فــلمـا اشـــتَـدَّ ساعِــدُه رمانــي

قال علال الفاسي :

" الرحمة فضيلة ، فيجب أن تقوم ما بين القساوة وبين خور العزيمة ، وعلى هذا المقياس ، فهل يمكننا أن نعتبر استمرار السكوت عما هو جار من تمرد بعض المغرضين شفقة وحنانا أم ضعفا وخوراً ؛ إن الشاعر العربي المتنبي سبق أن قال :

ووضع النَّدى في موْضِع السيف بالفتى

مُضِرٌّ كوَضع السيف في موضِع الندى "

اللهم ارفع عنا جميع الأوبئة الفيروسية والبشرية واهدينا سواء السبيل.