بقلم عبد الحي
الرايس
شواطئُنا ما أبْهاها،
سُبحان من إلينا أهْداها، حذار حذار أن يَحْرِمَنا البُنيانُ مَرْآهَا
فيما مضى سادت
العشوائية، واكتظت السواحلُ بأشجار الإسمنت تنبُتُ كالفقاقيع على الرمال، فتـُذْهِبُ
عن الشواطئ كلَّ جمال.
وكم كانت الفرحة
كبيرة، والاعتدادُ شامخاً بقانون الساحل يُصادَقُ عليه، ويصيرُ المَرْجِعَ النافذ،
يَحْمِي الساحل، يُصحِّحُ الأوْضاع، ويُبعِدُ عن الشواطئ كلَّ أطْماع.
وكانت تصحيحات،
فتمت إزاحة كثير من المنشآتِ والطفيليات..
ثم كانت المفاجأة،
ويا لَهَوْلِ المُفاجأة: نافذون يُباشرون إقامة الفنادق والدارات على امتدادِ الشاطئ
ضاربين بالقانون عرْضَ الحائط، هنا في عروس الشمال، وثمة في مصايف الغرب، وهناك في
سيدة الجنوب.
ويَهُبُّ المتظلمون،
بالشكوى يجأرون، ومن المضاربين المتجاسرين يَعجبون، وبتفعيل القانون يطالبون.
فلا البُنيانُ
بمنْأى عن مَخاطر التسونامي الذي يُفاجِئُ بالاكتساح، ويَتهدَّدُ الشواطئَ بالابتلاع،
ولا التـَّجوالُ بمحاذاة الشاطئ يَجْلبُ الإمْتاع، ولا فرصة متابعة مغرب الشمس تتأتى
لعشاق الطبيعة وهواة الإبداع.
فأيُّ حيفٍ هذا؟
!وأيُّ تطاوُل ؟ ! وإلى متى جشعُ الأطماع، وضراوةُ النفوذ، تتصامَمُ عن شكاوَى الْمُحْتجِّين،
وتستهينُ بالقوانين؟
ما حدث بالأمس
مَدْعُوٌّ للهدم ومواصلةِ التصحيح.
وما يحدُثُ اليوم،
أو هو في طور الإحْداث ينبغي إيقافُهُ والحيْلولةُ دون إتْمامه، وإلا فستتكرَّسُ مَقُولةُ
أنَّ القانون يَسْرِي على البسطاء، ولا صَوْلة له على النافذين والْوُجَهَاء !!!!
وحرامٌ حرامٌ أن
يَحْجُبَ التطاولُ في البُنيانِ عن الأبْصار الشواطئ ورمالها، والأمواج في مدها وجزرها،
والشمس في أصائلها، حَرامٌ هذا حَرام.