وقال غود ديري،
المتحدث باسم البيت الأبيض: "ستواصل الولايات المتحدة إشراك شركائنا الدوليين
لضمان هزيمة هذا الفيروس، لكننا لن نكون مقيدين من قبل المنظمات متعددة الأطراف المتأثرة
بمنظمة الصحة العالمية والصين الفاسدة"، حسب قوله.
وتجري أكثر من
170 دولة محادثات حول خطة عالمية للقاح كورونا تٌعرف باسم كوفاكس (Covax)، وتهدف إلى تسريع تطوير اللقاح، وتأمين الجرعات لجميع البلدان وتوزيعها
على أكثر الشرائح خطورة من كل مجموعة سكانية.
كانت الخطة، التي
تشارك في قيادتها منظمة الصحة العالمية، وائتلاف ابتكارات التأهب للأوبئة والتحالف
العالمي للقاحات والتحصين، موضع اهتمام بعض أعضاء إدارة ترامب، وهي مدعومة من حلفاء
الولايات المتحدة التقليديين، بما في ذلك اليابان وألمانيا وأوروبا.
وأكدت الصحيفة
أن القرار الأميركي تأكيد من إدارة ترامب على قدرتها على الفوز في سباق اللقاح، وأنه
يلغي فرصة تأمين الجرعات من مجموعة من اللقاحات المرشحة الواعدة، ووصف ذلك بأنه
"نهج محفوف بالمخاطر".
من جانبه، أضاف لورانس غوستين، أستاذ قانون الصحة
العالمية في جامعة جورج تاون: "إن أميركا تقوم بمغامرة ضخمة من خلال اتباع استراتيجية
العمل بمفردها"، وأكدت كيندال هويت، الأستاذة المساعدة في كلية غيزل للطب في دارتموث،
أن هذه الخطوة كانت أقرب إلى الانسحاب من بوليصة التأمين.
وقال هويت إن الولايات
المتحدة يمكن أن تسعى إلى إبرام صفقات ثنائية مع شركات الأدوية وأن تشارك في نفس الوقت
في كوفاكس، مما يزيد من احتمالات حصولها على بعض جرعات أول لقاح آمن.
ويرى الخبراء أن
الفكرة وراء كوفاكس هي التركيز على تطعيم الأشخاص المعرضين لمخاطر عالية في كل بلد
أولا، وهي استراتيجية يمكن أن تؤدي إلى نتائج صحية أفضل وخفض التكاليف، وقد أكدت سير
مون، المدير المشارك لمركز الصحة العالمية في المعهد العالي للدراسات الدولية والتنموية
في جنيف، أن عدم مشاركة واشنطن يجعل الأمر أكثر صعوبة.
وتابعت:
"عندما تقول الولايات المتحدة إنها لن تشارك في أي نوع من الجهود المتعددة الأطراف
لتأمين اللقاحات، فإن ذلك يمثل ضربة حقيقية"، وأضافت: "إن سلوك الدول فيما
يتعلق باللقاحات في هذا الوباء سيكون له تداعيات سياسية تتجاوز الصحة العامة. الأمر
يتعلق بما يلي: هل أنت شريك موثوق به، أو في نهاية اليوم، هل ستحتفظ بجميع ألعابك لنفسك؟".
وكشف مسؤول كبير
بالإدارة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن إدارة ترامب تعتقد أن لديها ما يكفي من
التجارب السريرية للقاح فيروس كورونا المتقدمة بحيث يمكنها أن تفعل ذلك بمفردها.
يأتي هذا القرار
الأميركي، بعد قرار واشنطن بالانسحاب رسميا من منظمة الصحة العالمية في يوليو الماضي،
بعد أن كانت أكبر ممول لها، بسبب طريقة تعاملها مع الوباء والانحياز للصين.
وقال جيه ستيفن
موريسون، مدير مركز سياسة الصحة العالمية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية،
إن البيت الأبيض لا يزال بإمكانه عكس مساره والانضمام إلى كوفاكس، أو على الأقل السماح
لمجلس الشيوخ بتمويل المبادرة من خلال التحالف العالمي للقاحات والتحصين.