بقلم عبد الحي
الرايس
يَرْتكبُون الجُرْمَ
ويُعاقـَبُون، ثم يُغادرون السجن فيستأنفونَ ويُعاوِدُون، بِحُرْمَة الطفولة يسْتهينون،
وبطائلة القانون لا يُبالُون .
تتعدَّدُ الحالاتُ
وتتكاثر، ويَجْأرُ الناسُ بالشكوى مُردِّدين:"اللهم إن هذا منكر"
يُعتقَلُ الجاني
ويُسْجَن، وعند المُحاكمةِ تُراعَى ظروفُ التخفيف، ثم تُقلَّصُ مُدة الحُكمِ بعفوٍ
فيُطلقُ سراحُه ويُحَرَّر، ولا يلبثُ أن يستأنفَ سيرتَهُ الأولى بِعُدوانيةٍ أكبر،
ومع حَالاتِ أكثر.
اسْتدرَاجٌ وتغْرير،
أو اختطافٌ وتعْذيب، قد يَؤُولُ إلى قتلٍ وتقطيع.
وقانونُ الاغتصاب
هُوَ هُوَ لا يعرفُ التغيير، ولا يطرأ عليه التعْديل.
في السابع من شتنبر
2020 اهتزَّ الرأيُ العام بحالة الصبي عدنان الذي اختفى عن الأنظار إلى أن تم العثورُ
عليه مُقَطَّـَّعَ الأوْصَال.
وفي نفس الأسبوع
نُشِرتْ صُوَرُ أطفالٍ مُختفِينَ هنا وهناك، وكأن الظاهرة أحْداثٌ عابرة، لا تـُخَلِّفُ
نُدُوباً ولا تـُثيرُ أيَّ انْزعَاج.
وتثورُ ثائرة الجميع
مُطالبينَ بتطبيق القصاص بين إعدامٍ وسَجْنٍ مدى الحياة، دون تمتيعٍ بعفْوٍ ولا اختزالٍ
لِمُدَّةِ العقاب.
ومن عَجَبٍ أن
يتردَّدَ بين الأصواتِ صوْتٌ نشاز، يَعْتبرُ من اغْتصبَ وقتَل مُجَرَّدَ مريضٍ حقـّهُ
العلاجُ والتطبيب، ويرى أن ما سِوَى ذلك رجعُ صدى لنفوسٍ عليلةٍ مُتوحِّشة.
وهو بذلك يتجاهَلُ
دوْرَ سَنِّ القوانين في الحدِّ من ظواهر الإجرام وتفشي العُدْوان مِصْداقاً لقوله
تعالى: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"
والتخفيفُ والصَّفْحُ
يُغري بالاستيناف والْعَوْد، ويُفضِي إلى تفشي الظاهرة اجتراءً عليها، واستهانة بعقابها،
وصدق عز من قائل: "إن الذين يُحبُّون أن تشيعَ الفاحشةُ في الذين آمنوا لهم عذابٌ
أليمٌ في الدنيا والآخرة ، واللهُ يَعْلَم، وأنتم لا تعلمُون"
ويظلُّ الْمُجْتمعُ
مَدْعُوّاً إلى تحْصِينِ ناشئتهِ بالوعْي واليقظة، والحِيطةِ والْحَذَر، وإلى عِلاجِ
مُعْتلِّي الأبْدان والنفوس، وأيْضاً إلى سَنِّ قوانينَ تكونُ زاجرةً رادِعَة، فإذا
كان الجُرْمُ والاعتداء، جاء الجزاءُ للمُعتدي زاجراً، وللمُتجاسِرِ رَادِعاً، فتستقيمُ
الحياة، ويَعُمُّ الأمنُ والسَّلام.