بقلم الأستاذ حميد
طولست
في مثل هذا الشهر
من سنة 2006 رزئ فاس الجديد ومن خلاله مدينة فاس والوطن شخصية غير عادية ، فنانة واعدة ومثقفة أكاديمية ، وشاعرة متيزة وممثلة ومخرجة ومسرحية مقتدرة ،
وكاتبة سيناريو ، وتلفزونية وسينيمائية محترفة
، هي فاطمة شبشوب التي قليل هم من يعرفها من أبناء حينا الشعبي فاس الجديد ، والتي
كنت كتبت في حقها خاطرة أعيد نشرها لتذكر اهل الحي بنوابغ حيهم أمثال المرحوم فاطمة
شبشوب ، ذلك النموذج الرائع للمرأة المغربية الفاس جديدية، نسبة إلى فاس الجديد أحد
الأحياء الأكثر شعبية وعراقة في مدينة فاس، لكنها النموذج الذي ، مع كل الأسف ، لم
يسلط عليه الأضواء كثيرا رغم عطاءاتها الحاتمية، ولم تهتم بها وسائل الإعلام، ولم تتسابق
المطبوعات لنشر صورها على أغلفتها الأولى، رغم أنها من النماذج الأكثر صدقا والأكثر
تمثيلا للمرأة المغربية، والأكثر تضحية في سبيل تحليق المرأة في آفاق الإنعتاق؛ عملت
وآلت على نفسها أن تنجح، فكان لها ما أرادت، وتفوقت وتميزت بفضل العزم والشكيمة...
حملت في دواخلها
الكثير من الأحلام والمشاريع والطموحات العظيمة،دون أن تعتمد على الحظ في تحقيقها،
بل عولت كليا على مجهوداتها الشخصية، وتضحياتها الذاتية، وعصاميتها التي وقتها الاحباطات،
كانت كل غايتها أن ترد الجميل لوطنها، ولأسرتها وتحديدا لوالدتها مصدر إلهامها، والتي
جعلتها منبعا للحب، يفيض على الأشياء والأشخاص
من حولها، دون إنتظار المقابل أو الكسب ، لقد كان الحب دينا لها، وإيمانا يملأ قلبها
بالرضا والسعادة ؛ رحبة الأفق كانت، واسعة الثقافة عاشت، عميقة التحليل سريعة البديهة
والإدراك تعاملت في الأمور كلها ، وخاصة فيما تعلق بمسرح الفرجة وفروعه التي برعت فيها
تأليفا وإخراجا وتمثيلا.
لم تكن دكتورة
بارزة في المسرح فقط، بل كانت إنسانة عظيمة حكيمة صبورة مناضلة، سمحة المحيا دائمة
الإبتسامة لا تغيب روح الفكاهة عنها حتى في أحلك الظروف، ترتاح النفس لمجالستها والتحدث
معها.
لكنه قدر الكبار وإبتلاء العظماء أن يفارقوا الحياة
باكرا ، لكنهم لا يرحلون ، يجلدهم ما يتركون من صور مهيبة وذكر طيب لا يمحوه الومان
أبدا ، وإن غاب الجسد وإرتفعت الروح، فالذكرى تبقى في القلوب ، وتخلد الصورة في الأعماق.
لقد انتقلت الى
عفو الله غارقة في مياه شاطئ الصخيرات الصاخبة وفقدت بذلك الساحة الفنية والزجلية والجامعية
واحدة من رموز الفن والإبداع المغربي ، كاتبة و ممثلة و مخرجة مسرحية، لها في الميدان
الدرامي 12 حلقة أخرجت منها.
- مديرة شركة تانيت
شو للإعلام المتعدد
- كاتبة سيناريو
محترفة للسينما و التلفزيون منذ 1991
- مخرجة تلفزية
و سينمائية لها شريطان قصيران
أنجزتهما حول ظروف
المرأة القروية بطلب من اليونسكو(“لا أمي يزة”1996 و”الرخصة” 2000 ), و شريط متوسط
حول كارثة 11 سبتمبر مولته جامعة بنسيلفانيا(2002″من القلب إلى القلب” ) و مسلسل اجتماعي
من 26 حلقة للتلفزة المغربية القناة الأولى (“عند الفورة يبان الحساب” 2003) و شريط
سيمنائي قصير (القابلة) حول صراع الطب العلمي ضد الشعوذة
- شاعرة زجالة
(ديوانين في الزجل “طبيق الورد” و “التهليلة”)
- كاتبة قصة قصيرة
(أحرزت قصتها “خيط الجنون” على جائزة الأمتياز من الجمعية المتوسطية للإبداع النسائي
في فرنسا سنة 1998 )
- مغنية و ملحنة
لأغانيها، أسست مجموعتين مسرحيتين في كل من كلية الآداب و كلية الحقوق في جامعة المولى
إسماعيل في مكناس. و رابطة مغربية للزجل في سلا. تعد عالميا واحدة من مؤسسي المجمع
العالمي للمسرح الجامعي في مدينة لييج في بلجيكا، و إحدى المستشارات العالميات لمهرجان
النساء المسرحيات في بافالو في الولايات المتحدة.
وكانت الفقيدة
بصدد إعداد دكتوراه الدولة حول تقنيات الحلقة (الحكواتي) في المغرب و ذلك في إطار شعبة
لغات و ثقافات الشرق الأدنى في جامعة بنسيلفانيا (فيلادلفيا, الولايات المتحدة)
. وبهذه الذكرى
الأليمة أطلب من الحضور الترحم على روحها الطاهرة ، مشيدين بما عرف عن الفقيدة من حرص
على راهن ومستقبل القصيدة الزجلية بالمغرب.
وانا لله وانا
اليه راجعون.