استوقفني شريطان
متداولان، أحدهما لِمارَّة كُلَّما صادفوا عرْقلة على الطريق توقفوا بتلقائيةٍ لِيزيحُوها
حفاظاً على نقاوةِ وسلامةِ السبيل.
والثاني لحجيج
قصدوا استكمال الركن الخامس من أركان الإسلام، يُؤدُّون شعيرة وسَط رُكام من النفايات،
ولا يجدون حرجاً في التخلص مما زاد عن حاجتهم بطرحها أرضاً دون وازع ولا رادع، والحال
أنهم في جلساتهم، وفي أحاديثهم لا يفتأون يُردِّدون الحديث النبوي الشريف:"النظافة
من الإيمان" ويستشهدون بالآخر:"إماطة الأذى عن الطريق صدقة"
فإلام التجافي
بين محفوظاتٍ تُرْوَى ومُمارساتٍ تُرَى؟ !
لقد وَقَرَ في
أذهان الكثيرين أن أمة اقرأ، لا تقرأ، وتناقل الخصوم أنها إذا قرأت لا تفهم، وسجل الواقع
أنها حتى مع الفهم لا تفعل...
لن نُسَلِّمَ بهذا
كواقعٍ لا يَرْتفع، ولكن سنُردد دون مَلَل: "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"
وسننتظر الإعلان
عن "يوم بدون مُخلفات" يُخلَّدُ بتحسيسٍ ومُبادرات، ويكون إيذاناً بتفعيل
قرار يَستخلص الغرامات من كل مستهين يتجاسر على عشوائية التخلص من النفايات، من غير
وعيٍ ولا تَحسُّبٍ لما تنشره من أوبئة وتحمِلُه من مكروبات.
يبْدأ التعويدُ
على ذلك في البيوت والمؤسسات، ومختلِف المُنشآت والإدارات، وتنعكس آثاره على جميع المجالات.
الرُّصْد والانتقاد،
والتنديد والانتظار، كل ذلك لا يُجدي ولا يأتي بطائل غير ترديد الحسرات وجَلْد الذات
إنما التغييرُ
رهينٌ بحزم في توعية الغافلين، وتقويم سلوك المستهترين، وتعويد الجميع على العيش في
بيئة سليمة، والتنقل في شوارع َنظيفة.
ومتى صارت النظافة
فرضَ عين، وسلوكَ كل فرد، خفَّتِ الأعباء، وانْتفت مظاهرُ الإهمالِ والاِتِّسَاخ، وتَجَسَّد
شعارُ "النظافة من الإيمان".