بقلم عبد الحي
الرايس
وهو طريقٌ مُستقيم،
يَسِيرُ في اتجاه ٍوحيد، لا يعرفُ الالتواء ولا التبديل، الارتقاءُ فيه سريع، وما عن
الحق فيه من مَحِيد.
ينطبقُ هذا على
الفرد حين يعرفُ طريقه، ويُقررُ مصيرَه، فلا يُبالي ما يعترضُ سَبِيلَه.
وفي الأثر:
" والله لو وضعوا الشمس في يَميني، والقمرَ في يَساري على أن أترك هذا الأمرَ
حتى يُظهرَهُ الله أو أهلكَ فيه، ما تركتُه"
وعن النبي الأكرم:
"أيها الناس، إنما أهْلكَ الذين قبْلَكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريفُ تركوه،
وإذا سرق فيهم الضعيفُ أقاموا عليه الْحَدّ، وايْمُ الله لو أن فاطمة بنتَ محمد سرقتْ
لقطعتُ يَدِهَا"
وفي سِيَرِ قادةٍ
وزعماءَ نُفُوا وعُذِّبُوا، فما مَالُوا عن الحق ولا حَادُوا إلى أن تحقق لهم ما أرادُوا
من تحرُّرٍ واستقلال وعِزَّةِ أوْطان.
وينطبق أكثر ما
ينطبق على الأمم حين تُقرِّرُ أن تنهض من كبْوتها، وتُحقِّقَ عزها، وتصنع غدها، فتنبذ
خلافاتها، وتسير على طريق البناء وتصحيح المسار:
ـ تبني الإنسانَ
على الشعور بالكرامة، والتشبُّع بالقيم، والاقتناع بالدوْر والجدوى في تحقيق مجد الوطن
ـ تُعبِّئُ الموارد،
وتصطفي الكفاءات، تُحدِّدُ الاختيارات، وتُجنِّدُ لها الطاقات
ـ تُسْنِدُ المسْؤوليات،
وتَقْرِنُها بالكشوفات والتحريات، وتدقيق المحاسبات
فكم من مسؤول أخطأ،
فما شفع له موقعُه في مراجعة، ولا أعفاه من مُؤاخذة
وكم من رفيع القَدْر
غادر موقعه، ثم ما لبث ـ بعد انجلاءِ حَيْدهِ عن الصواب ـ أن تجدَّدتْ دعوتُهُ، ومحاسبتُهُ،
ومُعاقبتُه.
ومن ذلك أن عاهلاً
خلَفَهُ ابنُه في بعْض البلاد، ثم تبدَّى أنه أفادَ ريعاً من مَوْقعه، فصار مُسْتهدَفاً
للحساب، ولم يَعْصِمْهُ لقبُهُ ولا ابنُهُ من القضاء.
دولة الحق والقانون
إن هي أرادت النماء والازدهار، فلا مَحِيدَ لها عن سلوك طريق التصحيح والإصلاح، في
التعامل مع الْوَجيهِ والْبَسِيط ِعلى السَّواء، من غيْر مَيْزٍ ولا حَيْدٍ ولا الْتِوَاء.