حلَّ الوباءُ بالبلاد،
فكان التصدِّي لَهُ بحزمٍ وحكمةٍ وسرعةٍ في اتخاذِ القرار.
وكان حالُ الجسد
الصحي واهِناً، فالأطرُ معدودةٌ، والمشافي ناقصةُ التجهيز، مُهْمَلةُ الصيانة، تشكو
من عِلَلٍ في التعاملِ والمُمارسة .
وكان الشعبُ يشكو
من ضيق ذات اليد، ومن ارتفاع نسبة الجهل، ومحدودية التبَصُّر بالتبعاتِ والعواقب.
انْجَحَر الناسُ
في بيوتهم، وتعطلتْ مواردُ قـُوتِهم، وشُدَّتِ الأنظارُ إلى موْعدٍ تُقدَّمُ فيه إحصائياتُ
المصابين والمتعافين والمتوفين.
تم إحداثُ صندوق
رُصِدَتْ له مواردُ للإغاثة، وتدبير مُواجهة الجائحة.
وكان المفروضُ
والمأمول ـ بموازاة ذلك ـ أن يتمَّ الاشتغال على مأسسة قطاعٍ هو مع التعليم ركيزة التنمية،
وعِمادُ الأمة.
فشَعْبٌ أراد التحرُّرَ
يوْماً، واجَهَ الْعَدُوَّ في الجبهة، وحارب الأمية وسط الحقول.
ومشروعُ طريق الوحدة
هَدَّ الصخورَ وشَقَّ المسارَ نهاراً، وعبَّأَ المتطوِّعين وبنى العقولَ ليْلاً، فانبثق
شعار: "نحن نبني الطريق، والطريق يبنينا"
وكان حَرِيّاً
أن يكون هذا نفسَ الصنيع: تعبئة لمُواجهة الوباء، وتعبئة مُوازية لانتشال المستشفيات،
وباقي مكونات القطاع، من حال التردي والإهمال.
وانكشف الواقع
عن تدابيرَ احترازية استمرَّتْ، وبعْضُها ارتُجِلَتْ، فسبَّبَت الكوارثَ وأرْبَكَت،
كما حدثَ ليلة عيد الأضحى حين طـُلِبَ إلى الناس فجأةً أن يلتحقوا بديارهم ليلاً في
سُويْعاتٍ قبل أن تُوصَدَ في وجوههم المنافذُ والأبواب.
وانْصَرمتِ الشهور،
فلا الوباءُ تراجع، ولا القطاعُ الصحي تحسَّنَ حالُه وتمَأْسَس، ولا جُمهورُ العوامِّ
وَعَى وانْضبط.
وأفاقَ الجميعُ
على واقعٍ اقتصادي تدَهْوَر، وخصاصٍ تزايد، ووباءٍ تفشَّى واستفْحل، وتنديدٍ بضآلةِ
الوعي، وتهديدٍ بمُعاودَة الْحَجْر.
وتعالت صيحاتُ
المصابين الذين يفترشون الأرض ويواجهون سُوءَ المصير.
وبموازاة كل هذا
تعددت الندواتُ الافتراضية ترْسُم معالم الطريق، وتُمنِّي النفس بمغربٍ جديد، وتـُراهن
على مراجعةِ الاختيارات، وتصحيح المسار.
فهل ستكون المسارعة
إلى تدارُكِ وتنزيلِ مشروعٍ تنموي جديد؟ أم سيتواصلُ الإبقاءُ على واقع ليس عنه مَحِيد؟
!.