ودعت 18 منظمة
ومؤسسة في الولايات المتحدة إلى مقاطعة سفارة أبوظبي لدى واشنطن وجميع الأنشطة المرتبطة
بها، وكذلك أي شخصيات سياسية أو اجتماعية محسوبة على حكومة الإمارات.
جاء ذلك في بيان
مشترك، استنكارا لتطبيع الإمارات الكامل مع الاحتلال الإسرائيلي، صادر عن منظمات ومؤسسات،
تمثل جلها الجالية الفلسطينية بالولايات المتحدة، وأنصار القضية الفلسطينية.
واعتبر الموقعون
على البيان، أن هذه الخطوة بمثابة طعنة غدر للقضية من قبل نظام حكم يدعي أنه فعل ذلك
من أجل المصلحة الفلسطينية.
وأكد الموقعون
أن المصلحة الوطنية والقومية العربية تقتضي مواجهة السياسات الاستعمارية في وطننا العربي
الكبير وإسناد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وكفاحه التاريخي من أجل انجاز حقوقه
المشروعة في العودة وتقرير المصير ودولته المستقلة كاملة السيادة، وليس التساوق والتطبيع
والانبطاح والتآمر على مقدرات الأمة العربية.
واستنكر البيان
محاولة نظام الحكم في الإمارات تبرير تلك الخطوة وبرامجه التطبيعية بزعم “الحرص على
المصلحة الوطنية الفلسطينية وإيقاف نوايا إسرائيل التوسعية بضم أجزاء من الضفة الغربية”.
وذكّر البيان بأن
“صفقة القرن” الأمريكية أسقطها الرفض والصمود الفلسطيني “المدعوم بمواقف أنصار الحق
الفلسطيني المتنامين بأعدادهم حول العالم وفي الوطن العربي بشكل خاص”.
إلى ذلك، أعلن
الفلسطينيون رفضهم لتطبيع العلاقات رسميا بين إسرائيل والإمارات، والذي كشف عنه، الخميس،
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ودعا الرئيس الفلسطيني
محمود عباس، إلى "اجتماع عاجل يعقبه بيان حول الاتفاق"، دون مزيد من التفاصيل.
لكن قادة كبار
في منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة التحرير الوطني "فتح" التي يتزعمها الرئيس
محمود عباس، أعلنوا رفضهم للاتفاق.
كما نددت فصائل
فلسطينية بارزة، كحركتي المقاومة الإسلامية "حماس"، والجهاد الإسلامي، بالاتفاق.
وقالت حنان عشراوي،
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن إسرائيل "تلقت جائزة من الإمارات
عبر تطبيع العلاقات معها من خلال مفاوضات سرية".
وتعقيبا على الاتفاق،
قالت عشراوي على حسابها في تويتر "تمت مكافأة إسرائيل على عدم التصريح علانية
بما كانت تفعله بفلسطين بشكل غير قانوني ومستمر منذ بداية الاحتلال، وكشفت الإمارات
عن تعاملاتها السرية من خلال التطبيع مع إسرائيل".
وأضافت عشراوي
مخاطبة محمد بن زايد، الحاكم الفعلي لدولة الإمارات "من فضلك لا تفعل لنا معروفا،
نحن لسنا ورقة تين لأحد".
أما عباس زكي،
عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، فقال إن اتفاق الإمارات مع إسرائيل، هو
"تخلٍ منها عن الواجب القومي والديني والإنساني تجاه القضية الفلسطينية".
وفي تصريح صحفي،
قال زكي، إن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي "رهان خاسر وتبعية مطلقة لأعداء أمتنا
العربية".
وتابع زكي
"ما كنت أتمنى لعربي أن يسقط في هذا المستنقع"، في إشارة إلى التطبيع مع
إسرائيل.
بدوره، قال واصل
أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأمين عام جبهة التحرير الفلسطينية
إن ما أعلن من تطبيع إماراتي إسرائيلي "يأتي في ظل تصاعد كبير للعدوان وجرائم
الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني".
وأضاف أبو يوسف:
"الموقف الإماراتي يشكل خرقا للإجماع العربي حول ضرورة إسناد الموقف الفلسطيني،
ويشكل طعنة في ظهر نضال الشعب الفلسطيني وإضعاف للموقف الفلسطيني. وبيع مواقف مجانية
وتساوق مع الاحتلال في ظل عدوانه المتصاعد".
وفي نفس السياق،
قال جمال محيسن، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، في بيان، إن ما أقدمت
عليه قيادة دولة الإمارات هو "خروج فظ عن الإجماع العربي الذي أقرته كل القمم
العربية وهو طعن لمبادرة السلام العربية".
وأوضح أن أحد أهم
بنود المبادرة العربية ينص على أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل لن يتم إلا بعد
"إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها
القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين حسب قرارات الشرعية الدولية".
و طالب المحيسن
الأشقاء العرب "بأخذ خطوات عقابية ضد الخطوة الإمارتية التي تجاوزت الإجماع العربي".
وأكد محيسن أن
الاتفاق، لن يخدم الفلسطينيين، وقال في هذا السياق "من المعيب أن يدعي أحدٌ بطولات
زائفة في هذا المجال، فليس التطبيع الإماراتي مع الاحتلال هو الذي يوقف الجرائم الإسرائيلية،
بل على العكس من ذلك تماماً فهو تشجيع لدولة الاحتلال ومكافأة لها على جرائمها بحق
شعبنا".
وأضاف "هو
تثبيت للاحتلال وللاستيطان الاستعماري الإسرائيلي على حساب شعبنا ومصالحه ومستقبله
وحقوقه الوطنية التي تحظى بإجماع عربي ودولي شامل".
من جانبها، اعتبرت
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الاتفاق بأنه "طعنة غادرة لتضحيات
شعبنا الفلسطيني".
وقال عبد اللطيف
القانوع، الناطق باسم الحركة، في تصريح صحفي: "الاتفاقية تمثل تجاهلا لمعاناة
شعبنا الفلسطيني وتطورا خطيرا في وتيرة التطبيع".
وشدد على
"الاتفاقية لن تمنح أي شرعية للاحتلال الصهيوني على أرضنا الفلسطينية".
ولفت إلى أن
"استمرار التطبيع بهذه الوتيرة يشجع الاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم ضد أبناء
شعبنا الفلسطيني".
وفي نفس السياق،
وصفت "حركة الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، الخميس، تطبيع الإمارات مع إسرائيل
بأنه "استسلام وخنوع".
وقال داود شهاب،
الناطق باسم الحركة، في تصريح صحفي: "التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي هو استسلام
وخنوع، ولن يغير من حقائق الصراع شيئا بل سيجعل الاحتلال أكثر إرهابا".
وأضاف "نشجب
وندين بشدة هذا الاتفاق الذي أعلن بين الإمارات وإسرائيل، ونعتبره شرعنة للاحتلال وإنقاذ
لحكومته من مأزقها وأزماتها".
ولفت إلى أن
"هذا الاتفاق خروج عن الإجماع القومي وثوابت الأمة".
وقالت الجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين، إن تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، بمثابة
"طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني".
وقالت الجبهة
(ثاني أكبر فصائل منظمة التحرير) في بيان صحفي "إن إعلان تطبيع كامل للعلاقات
بين دولة الإمارات والكيان الصهيوني مؤامرة جديدة على أمتنا العربية ستمهّد لمزيدٍ
من الحرب العدوانية والتوسّع الصهيوني والتهويد والاستيطان لأرضنا بمباركة إماراتية
هذه المرة".
وأكدت الجبهة
"أن ما حمله البيان من الاتفاق على رسم مسار جديد وتوقيع اتفاقيات ثنائية بين
الإمارات والكيان الصهيوني في مجالات مختلفة وفي مقدمتها إنشاء سفارة، هو خطوة عدائية
من جانب الإمارات ضد شعبنا وتهديد واضح لمصالح أمتنا العربية".
وشددت الجبهة على
أن "هذه الخطوة العدائية بقدر ما أنها تحمل رسائل من الرئيس الأمريكي ترامب للناخب
الأمريكي، إلا أنها تمهد الطريق أكثر لتنفيذ مخططات صفقة القرن الهادفة لتصفية قضيتنا
الوطنية، وترسيم التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني".
وقالت حركة المبادرة
الوطنية الفلسطينية (عضو في منظمة التحرير) إن الاتفاق هو "تطبيق لصفقة القرن
(الأمريكية) التصفوية وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني".
أما جبهة النضال
الشعبي الفلسطيني (عضو في منظمة التحرير)، فاعتبرت أن إعلان الاتفاق التطبيعي بمثابة
طعنة للقضية الفلسطينية وللحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني.
وأضافت إن الاتفاق
"خروج فاضح عن الإجماع العربي، وضرب بعرض الحائط لمبادرة السلام العربية التي
تم إقرارها بقمة بيروت في عام ٢٠٠٠".
وندد نواب عرب
في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، الخميس، باتفاقية السلام التي تم توقيعها بين إسرائيل
والإمارات.
وعلق رئيس القائمة
العربية المشتركة في الكنيست، أيمن عودة على توقيع الاتفاقية قائلا، في بيان مقتضب
على صفحته الرسمية في موقع (فيسبوك) "بالبنط العريض جدًا؛ لا سلام ولا تطبيع ولا
قناعات ولا تقارب بين الشعوب، دون إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني".
وقال النائب عن
القائمة المشتركة مطانس شحادة، إن توقيع الاتفاقية جاءت نتيجة طبيعية "لعلاقات
أمنيّة واستخباراتيّة واستراتيجيّة، غير طبيعيّة، قائمة منذ سنوات بين الطرفين".
وأضاف في منشور
عبر صفحته الرسمية في موقع فيسبوك "هي في الحقيقة مكافأة لكذبة (بنيامين) نتنياهو
حول الضمّ، لكنّها فرصة للإمارات للتطبيع بحجة منع الضم".
وقال شحادة
"نتنياهو يكذب والإمارات تكذب، ووحده الشعب الفلسطيني يدفع الثمن".
كما وصفت هبة يزبك،
النائب العربية عن القائمة المشتركة في الكنيست الاتفاقية بأنها "شرعنة للاحتلال
(الإسرائيلي) والاستيطان".
وأضافت في بيان
صدر عن مكتبها "هي مصالح استراتيجية وسياسية على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته
العادلة".
بدوره، قال الحزب
الشيوعي الإسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة إنّ "إعلان اتفاق ثلاثي
بين الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل يأتي في إطار تطبيق (صفقة القرن) وضرب حق
تقرير مصير الشعب الفلسطيني".
وأشار الحزبان
في بيان مشترك إلى إنّ "العلاقات بين أنظمة الخليج وإسرائيل ليست جديدة".
وتابع "لكن
انتقالها إلى هذا السفور يؤكد طبيعة المخططات الإمبريالية لإعادة ترتيب الأوراق الإقليمية
ومحاصرة القوى المقاومة للهيمنة الأمريكية-الإسرائيلية على المنطقة".
وفي وقت سابق الخميس،
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق سلام واصفا إياه
بـ "التاريخي".
وقال ترامب في
تغريدة نشرها على حسابه بموقع "تويتر": "تقدم هائل اليوم، اتفاق سلام
تاريخي بين صديقينا العظيمين، إسرائيل والإمارات العربية المتحدة".
من جانبه، قال
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي، إنّ خطته لتطبيق السيادة
الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية لم تتغير، المعروفة إعلامية باسم "الضم"،
رغم توقيع اتفاقية السلام مع أبو ظبي.
وأضاف نتنياهو
"لا تغيير في خطتي لتنفيذ خطة الضم (في مستوطنات الضفة الغربية) بالتنسيق الكامل
مع الولايات المتحدة".
وأوضح رئيس الوزراء
الإسرائيلي أنّ المخطط لم يلغ، لكن تمّ تأجيله مؤقتًا، بطلب من الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب.
وكان نتنياهو قد
أعلن سابقا عزمه ضم أراض فلسطينية واسعة بالضفة الغربية، تشمل منطقة الأغوار والمستوطنات
الكبرى، في الأول من يوليو/تموز الماضي، ولكنه أرجأ العملية بسبب خلافات في داخل حكومته،
وعدم وجود اتفاق مع الإدارة الأمريكية حول العملية.