adsense

/www.alqalamlhor.com

2020/08/25 - 1:23 ص

 

بقلم عبدالحي الرايس

بين تعليم حضوري أو تعليم عن بُعد

ـ بين يقظةٍ وتنشيطٍ اقتصادٍ أو عَوْدَةٍ إلى الْحَجْر والانغلاق

الاختياراتُ واضحة

فلا تعليمَ من غير حُضُور في الأقسام، وتفاعلٍ وتمرُّسٍ واسْتيضاح، ويأتي التعليمُ عن بُعْدٍ مُكَمِّلاً، في إطار الدعْم والتثبيت.

ولا تأمينَ عيْش وتدبيرَ مواردَ من غير دوران عجلة الاقتصاد، وتظلُّ الحِيطة واجبة، وتوفيرُ شروط الوقاية لازمة.

والواقعُ لا يرْتفع : هناك ارتفاعٌ في نسبة الفقر والأمية، وهناك خصاصٌ بَيِّنٌ في مصادرِ القوت اليومية، ونقصٌ حادٌّ في التجهيزاتِ الصحيَّةِ والمدرسية.

والوباءُ مُقيمٌ جاثم يتربص بالغافلين والمُسْتهترين، ويتحينُ الفرصَ لحصد مزيد من الأرواح، دون أن يَمِيزَ الصغارَ من الكبار، فإن غابَ أو أصابه الوهن، خَلَفَتْهُ أوْبئةٌ تتصيدُ ظروفَ التقصير والإهمال لتُعاودَ الانتشار.

الآن حَصْحَصَ الْحَقُّ، فلم يَعُدْ ثمة مجالٌ للتخْيير ولا للتوَعُّدِ والوعيد

فإما تعاملٌ مع الواقع كما هوَ، وتخطيطٌ مُحْكمٌ لمواجهة الجائحة، وغيرها من الاختلالات الطارئة، وإما انْهيارٌ للاقتصاد، وتعطيلٌ لتكوين الأجيال، وعجْزٌ عن مُواجهة الأوبئة والأمراض.

ويسألُ السائلُ عن الحَلّ

ويَجِدُه كثيرٌ من المسؤولين في مُلاحقة التشريعات، ورفع مستوى الزجر واستخلاص الغرامات.

ونراهُ في إصلاحٍ عامٍّ وشامل لمنظوماتِ الصحة والتعليم، وتَعْدادِ فُرَصِ التشغيل، وتسريعِ تعْميمِ الدعم الاجتماعي على كل عاطلٍ فقير.

وينْبثِقُ السؤالُ عن المَوَارد، وهي حَجَرُ الزاويةِ ومِفتاحُ الحُلولِ لِكُلِّ المشاكل.

ولن نجدَها في النسبة العالية من الشعب المحتاج، ولا لدى الفئةِ المتوسطةِ التي ـ بالْكَاد ـ تتدبرُ متطلباتِ الحياة.

وتحضرُنا من التاريخ تجربةُ بلدٍ اسْتُهْدِفَ لاجتياح كاسح، من عدوٍّ غاشم، يأتي على الأخضر واليابس، فاستفتى الحاكمُ علماءَهُ ومُستشاريه، وتأرجح الرأيُ بين إخلاء البلاد، أو أداء الجزيةِ والاستسلام، أو تمويلِ المعركة من عامَّةِ الناس، وانْبَرَى رأيٌ يُشيرُ بالاعتمادِ على عِلْيةِ القوم يُساهمون بما زاد عن الحاجة، وكانت التعبئة والاستجابة، فتحقق النصرُ وانْكتبَتِ السلامة.

ولعل الرأيَ الراجح أن المواردَ إنما تُلتمَسُ لدى المُوسِرِينَ النافذين، والمُسْتثمرين المُسْتفيدين.

فلو اختارُوا أو طـُلِبَ إليهم التخلِّي عن نصيبٍ هامٍّ من أرْصدتِهم وثروَاتهم من أجل حمايةِ الوطن، وتحْصينه من الجهلِ والمرض، فلا شك أن رُوحَ المواطنة ستبْعثهم على الاستجابة، وساعتها لن يتردَّدَ الأجيرُ وذو الدَّخْلِ البسيط في إمْدادِ صندوق مواجهة الجائحة، ودَعْمِ مُتطلباتِ التنميةِ الشاملة.

ذاكَ هو السبيل، فهلْ من قرارٍ حازمٍ حكيم يُخلِّصُ البلادَ من التأرجُحِ والتِّيه؟.