تجمع ما لا يقل
عن 300 شخصا أمس الجمعة في مدينة مالمو السويدية، للاحتجاج على أنشطة مناهضة للإسلام،
حيث اندلعت صدامات بعد ساعات على منع زعيم حزب دنماركي يميني قومي معروف بأعماله الاستفزازية
ضد المسلمين، من دخول الأراضي السويدية،حينما كان ينوي تنظيم تظاهرة.
المتحدث باسم الشرطة،
ريكارد لوندكفيست، أوضح أن المتظاهرين رشقوا قوات الأمن بعدة أشياء وأحرقوا نفايات،
لافتاً إلى أن "هذه الأفعال مرتبطة بحادثة إحراق مصحف في المنطقة في وقت سابق"
من اليوم نفسه، وفقا لصحيفة "إكسبريسن" الشعبية.
وتداول ناشطون
عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تبرز الكم الهائل من العنف الذي حصل،
لافتين إلى أن المناهضين للإسلام بدأوا الاستفزاز عندما تبادلوا المصحف ركلا.
وسُمع في أحد المقاطع
متظاهرون مسلمون يرددون: "الله أكبر" و"تكبير" و"الله أكبر
يا يهود، جيش محمد سوف يعود".
وأعقبت الصدامات
منع السلطات السويدية رامسوس بالودان، زعيم حزب "النهج المتشدد"، من التوجه
إلى مالمو (جنوب البلاد) لتنظيم تظاهرة ضد المسلمين.
وقالت متحدثة باسم
شرطة مالمو لوكالة فرانس برس: "نشتبه في أن بالودان سيرتكب مخالفة للقانون في
السويد"، مصيفة: "هناك خطر أيضا بأن يُشكل سلوكه تهديداً للمصالح الأساسيّة
للمجتمع".
يُذكر أن بالودان
ممنوع من دخول الأراضي السويدية مدة عامين. وكان قد قدم طلبا للحصول على تصريح دخول
أخيرا، لكن طلبه رُفض إذ "لا يمكن ضمان سلامته ولا سلامة المارة أو المتظاهرين
المناوئين" له خلال التظاهرة التي يعتزم تنظيمها.
برغم ذلك، حاول
بالودان الوصول إلى المدينة الجنوبية، لكنه أوقف عند ليرناكين القريبة. ويشكل انتهاك
بالودان الحظر المفروض على دخوله السويد "سببا لترحيله".
وتعقيبا على ذلك،
قال بالودان، عبر فيسبوك إنه طُرد ومُنع من دخول السويد لمدة عامين." لكنّ المغتصبين
والقتلة مرحب بهم دائما!"، في إشارة إلى اللاجئين والمهاجرين الذين طالما ناهض
وصولهم إلى أوروبا.
ويعقد بالودان،
المحامي النشيط على يوتيوب، تظاهرات معارضة لاستقبال المهاجرين التي حذر مرارا من أن
ذلك سيؤدي إلى "أسلمة المجتمع". وكثيرا ما استفز المسلمين وفي العام الماضي
أحرق مصحفا.
وليس هنالك إحصاء
رسمي بعدد المسلمين في السويد إذ لا تُجرى هناك أي إحصاءات رسمية على أساس عرقي أو
ديني "لما يحمله ذلك من سمات التمييز العنصري".
لكن تقديرات ودراسات
عدة تشير إلى أن الإسلام ثاني أكثر الأديان انتشارا في السويد وأوروبا، وأكثرها نموا
خلال الأعوام الخمسين الأخيرة.
وفي إحصاء حديث،
أفاد مركز "بيو" للأبحاث الديموغرافية بأن نسبة المسلمين في السويد بلغت
8.1% من جملة السكان الذين ناهزوا الـ10 ملايين نسمة، أي ما يعادل 810 ألف مسلم.
غالبية هذه الفئة
من المهاجرين واللاجئين هي من سوريا والعراق وأفغانستان والصومال والبوسنة وكوسوفو
والشيشان وفلسطين.