بقلم : الدكتورة
خديجة الكور
ترددت كثيرا عن
الخوض في الجدال القائم حول اللقاء الذي جمع مؤخرا الأمين العام لحزب الأصالة و المعاصرة
و حزب العدالة و التنمية كي لا أساهم في إنتاج اللامعنى و الرداءة .
كنت أتصور في السياق الذي نعيش فيه و الذي تهددنا فيه كباقي الدول
أكبر أزمة صحية عرفها العالم و أخطر أزمة سياسية و اقتصادية واجتماعية وثقافية وسلوكية
،أن يتمخض اللقاء عن سبل بلورة أجوبة ذكية
لأسئلة المغرب الحارقة، فإذا بقادة العدالة والتنمية يتصيدون مناسبة اللقاء لتحويل
مشهدنا السياسي من جديد إلى مشتمة جماعية لتبادل السب و القذف و الشتم باحثين في ذلك
عن خصم سياسي يعلقون عليه خطايهم وأخطاءهم التي تحصى بالجملة.
عيب في زمن الأزمة
أن ينطق الفاعل السياسي لتعميق اليأس و الإحباط وتكريس الفشل في لحظة تاريخية نحتاج
فيها جميعا إلى الكثير من الحكمة و التبصر و الإبداع و التضامن لكي لا يضيع الوطن.
واستغربت للغة
البجددة التي تتسلل للسياسة في خرق سافر للقانون و القيم الديمقراطية و الحداثية من
قبيل الحديث عن خطيئة نشأة حزب الأصالة و المعاصرة.
الدولة هي من ترخص
في حكم القانون لحزب سياسي بالتواجد ومنحه شهادة الميلاد والمواطنون من يمنحون عن طريق
الانتخابات موقع الحزب ضمن المشهد السياسي،
وكذا المكانة التي يحتلها الحزب بمواقفه وأداءه
السياسي.
فبأي منطق ولأي
مرجعية يحتكم قادة العدالة و التنمية حينما يسمحون لأنفسهم بالحديث عن خطيئة النشأة
. وضرورة التوبة النصوح ويعطون لأنفسهم وظيفة
منح صكوك الغفران لغيرهم من الفرقاء السياسيين،
إذا كان قادة العدالة و التنمية يعلمون مسبقا أن حزب الأصالة و المعاصرة ينتمي
"للخطائين" لماذا استجابوا لدعوة اللقاء بالأمين العام للبام ؟.
على قادة العدالة و التنمية أن يفهموا جيدا أنه لم
يعد بإمكانهم اليوم إستبلاد المغاربة بخطاب الطهرانية و الأخلاق والمظلومية، لقد أبانوا
عن ضعفهم في التدبير في عز أزمة كورونا وأدخلوا
المغرب وهم يدبرون الشأن العام لولاييتن في
نفق مسدود، ومعركتهم ستكون مع المواطنات و المواطنين لإعطاء الحساب تفعيلا لربط المسؤولية
بالمحاسبة.
المغاربة في حاجة
اليوم إلى جيل جديد من السياسين القادرين على إعادة ثقة المواطنين في نبل العمل السياسي و إقناعهم بجدوى الممارسة السياسة والمتسمين
بأخلاق النزاهة
و الشفافية و المصداقية ، والمتوفرين على كفاءات عالية تأهلهم لحكامة جديدة و متجددة للوطن في إطار نموذج تنموي جديد قادر على تحقيق التنمية و النهضة، في ظل أزمة عالمية خانقة،
وتشكل نظام عالمي جديد برهانات جديدة في زمن
ما بعد كورونا، وفي ذلك فليتبارى المتبارون .
أما الخطايا و
الغفران و التوبة وما يرتبط بها فهي مجالات يؤطرها الإسلام الذي يجمعنا كمقدس مشترك
لا يحق لأحد أن يوظفه حسب هواه لمآرب سياسوية انتهازية وبه وجب الإخبار.