بقلم عبدالحي الرايس
البلدُ مُقبِلٌ
على تعبئةِ الناخبين لاختيار مُمثلين عنهم لتدبير الشأن العام المحلي والجهوي والوطني،
وهو امتحانٌ لا مندوحة عن اجتيازه في تطلُّعّ دائمٍ إلى تحقيق الازدهار، ورفع وتيرة
النماء وكم هي دقيقةٌ لحظةُ الاختيار، فما قبلها مُكاشَفَةٌ ومُحاسَبَة ، وما بعدها
تعاقدٌ ومُمارسة.
وكأني بناخبٍ يقول:
أيها المترشحون حققوا ما شئتم من تكتلات،
دَبِّجُوا ما بَدا لكم من مُخططات، ارْتَجٍلُوا ما تسنَّى لكم من خطابات، فمُعامِلُها
بسيط، وحبْلُ كَذِبٍها قصير، إذْ لطالما كانت الالتزاماتُ مُغريةً واعدة، ثم آلتْ عند
الممارسة إلى مُجْحِفَةٍ ظالمة، مُتعللة بالاصطفاف مع الفئةِ الغالبة، والانْضباطِ
لتعليماتٍ مُمْلاةٍ صادرة.
إنما الْمُجْدِي
مواقفُ حازمة، تُعْلِنُ عنها هيآتٌ مُلْتزِمَة صادقة، تناضلُ للذود عنها جادةً عازمة،
وتَحْفَظُها مُراقبةٌ شعبيةٌ مُستمرةٌ عادلة، تظل منقوشة في الذاكرة، تُعْفِي من الحملاتِ
الانتخابيةِ الصاخبة.
مَرْجعيَّتُها صِيانة الْهُوِيَّة، وجَلْبُ النفع
للرعية، وزُهْدٌ في المصالح الشخصية، وسعيٌ جادٌّ للرفع من معدل الدخل الفردي، وتأمين
الحياة الكريمة للمواطن العادي، بتوفير قوتِ يَوْمه، وإسعادِه في مجاله، وإعفائِه من
القلق على مستقبل أبنائه.
كم هي مُنْصِفةٌ
نقطُ المراقبة المستمرة في الحياة المدرسية!
وكم تكونُ مُجديةً
إذا أُخِذَتْ بالاعتبار في الحياة السياسية!
فلْيَحْرِصْ على
نَيْلِها المُمَارِسُون، ولْيُحكِّمْها المُصَوِّتُون الناخبون.