بقلم عبد الحي
الرايس
فالهوى غلاب، وهو
يسْمُو بِالْمَرْءِ فلا يتدَنَّى ولا ينساقُ مع الإغراء ومهما تنقَّلَ في الأمْصار،
فالحنينُ يشدُّهُ إلى مَهْوَى الفؤاد في أصيل الديار تَبْلَى ويَعْتريها ما يعْتريها
من حَدَثان، ولكنها دوْماً مُتوَهِّجَةٌ في الْوِجْدان وفي الْمِخْيال جوهرةُ
الْعِقد ودُرَّةُ التيجان
من سكنه حب الوطن
ألهمه جلبَ المنافع، ودرْءَ المضاروتمادى في حبه فلا يقنع
عَشٍقُوا باريس
فعدَّدُوا بها الحدائقَ والمتاحفَ، وأضافوا إليها أبْهَى المعالم وتعلَّقُوا بروما فتفنَّنُوا
في زَخرفةِ الساحات، وصيانةِ المآثر، وإقامةِالمُنْشآت وشغٍفُوا بالرباط فأضْفَوْا
عليها الْبَهاء، واتخذوها عاصمةَ الثقافَةِ، ومدينةَ الأنوار
ونَهِيمُ بفاس،
فلا نرضى لها بما دون الريادة في كل مجال:
- حدائقُ غناء
تَحُفُّها وتزخرُ بِها في كل الأرجاء
- تَنافُسٌ في
إطلالةِ الأزهار من السطوح والشرفات
- وِدْيَانٌ مُخْضَرَّةُ
الضفاف، تنْسابُ مياهُها في صفاء
- غِلالٌ يُنْتجُها
المُقيمُون، تُلبِّي احتياجاتِ السكان
- بقايا تعالَجُ
فتتولدُ منها الطاقة، وتصيرُ مصدرَ اكتفاء
- برنامجُ
"صوتٌ وضَوْء" يتجددُ مُذكِّراً بالمعالم والأمْجاد
- وأحياءٌ تتنافسُ
في إبداعِ ألوانٍ، تَسِيرُ بذكرها الرُّكْبان
- صناعةٌ تقليدية
وعصرية تدْعَمَانِ الاقتصاد
- مُنتجَاتٌ تحملُ
اسم فاس تصير عنواناً على جودة الإنتاج
- نقلٌ حضريٌّ
صديقٌ للبيئة، لا يُخْلِفُ الميعاد
- درَّاجة هوائية
تنسابُ بأمان، تُبدِّدُ كلَّ اختناق
- وُلُوجياتٌ مُعمَّمَةٌ
تُذهِبُ النقصَ عن كل معاق
- مساراتٌ يَطْبعُها
الأنسُ، تُغْرِي بالتنقل في أمان
- معاهدُ ومسارحُ
تسْمُو بالفكر، تُلْهِمُ الإبداع
- وجامعةٌ تزْخَرُ
بالمعارفِ، تَجُودُ بأحْدثِ الأبحاث فسيْفسائيةٌ تُجِيدُ
رَصَّهَا حكامَةٌ في إخلاصٍ وَتَفَان وفاءً لمدينةٍ
صانتِ الْعِلْمَ، وأغْنتِ الحضارةَ منذ سالفِ الأزمان.