بقلم المهدي سهيمي
السياسة الحقيقية
تمارسها أحزاب حقيقية منحازة للشعب وتمثل طموحاته وهذا تجلى بشكل علني وواضح في حراك
الريف، حيث انكشفت جل الأحزاب السياسية التي وقعت على بيان العار الذي اتهم الحراك
بالانفصال، حراك الريف أظهر للعالم زيف الشعارات التي كان يرفعها النظام القائم بالمغرب
حول العهد الجديد وتجاوز سنوات الجمر والرصاص، وبين صورته القمعية الحقيقية التي تجلت
في قمع الاحتجاجات واعتقال رموز الحراك والحكم عليهم أحكام ظالمة تبين استمرار قضاء
التعليمات بوطننا الجريح، مما يدل على أن المخزن المغربي لم ولن يتغير، ولتزيين صورته
التجأ النظام القائم بالمغرب إلى ما سمي بوزراء يتميزون بين آلاف أقواس بالكفاءة كما
استمر في ترديد ذلك لشهور وشهور، وهاته الخطة سرعان ما أظهرت فشلها للكل وأوضحت أنها
محاولة لإفراغ الحقل السياسي المغربي من الفاعل السياسي الحقيقي الطامح للتغيير الديمقراطي
الذي يطمح إلى تغيير في بنية النظام وليس فقط في الوجوه التي تظهر في المشهد السياسي،
ولتأتي جائحة كورونا مؤخرا لتعري الواقع الهش ولتترك المواطنات والمواطنين يعيشون في
حالة تيه وفي وضع اقتصادي مزري، والتي أثبتت أن نظرية الدولة العميقة لازالت مستمرة
من خلال تغول وزارة الداخلية على باقي المؤسسات، واعتقال الأصوات المناضلة واستدعاء
المناضلات والمناضلين من مختلف مناطق المغرب، ووضحت للكل تبعية المغرب في القرارات
لفرنسا وكأن المستعمر لازال متواجدا.
وتبقى أفضل إجابة
على هذا الوضع المتردي والترجعات هو الاحتجاجات التي تعرفها كل المناطق المهمشة في
المغرب الذي يطالبون بعدالة مجالية حقيقية لتعرية زيف شعار الجهوية الموسعة التي يرفعها
النظام المغربي في كل مناسبة.
لذلك نحن مستمرون
في النضال والتضحية حتى تحقيق جميع المطالب التي خرجت الساكنة من أجلها، وإطلاق كافة
المعتقلين السياسيين بالمغرب، وتحقيق استقلالية اقتصادية وسياسية حقيقية، وفصل ما بين
كل السلط، والوصل إلى قضاء مستقل، وتعليم ديمقراطي شعبي يحقق التكافؤ والمساواة بنات
وأبناء الشعب المغربي، وصحة للجميع، وتشغيل لكل المغاربة، وسكن لائق لجميع المواطنات
والمواطنين، سنظل صامدين حتى تحقيق مغرب آخر ممكن مغرب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية
والمساواة والديمقراطية.