بقلم عبد الحي
الرايس
لم تكنْ غيْرَ
لغةِ البلاد، يسْتوْعبُها الصغارُ والكبار، ويتفاعلُ معها الخاصُّ والعام
ولو كانتْ بلغة
الاستِلاب، لتبلْبَلَ اللسان، ولتضاربتِ الآراء، واحْتارتِ الأفْهام
فاعْتبِرُوا يا
أوْلي الألباب !
وفي القادم من
الأيام، دُخُولٌ مدرسي على الأبواب، وقد يكونُ لِزاماً المُضِيُّ في التعليم عن بُعْد
أو الْمُزاوجةُ بينه وبين الحضورِ في الأقسام
تُرَى! ما أيْسَرُ
سبيل للفهم والإفهام؟ للتعليم والاتصال؟
لن يتأتى على النحو
الميْسُور بغير اعتماد لغة الْهُوية، لغة الضاد، لغةِ الوضوح والبيان
ولوْ تواصلَ الإصْرارُ
على التعليم بغيرها لصارت الصعوبةُ صُعُوبتيْن: صعوبةَ اللسان، وصعوبةَ المواد، وَلاَسْتمَرَّ
مُستوى التعليم في الانحدار.
فهل يمتلكُ المدرسون
ناصية اللغة المفروضة ؟ وكيف السبيلُ إلى تذليل
صعوباتها عن بُعْدٍ لدى المتعلمين؟
وطيلة أيام الحَجْر
الصحي تردَّد السؤالُ عن ملامح مغرب ما بعد الجائحة، طغى الانشغالُ بعدَدِ الإصاباتِ
والوفيات، لكنْ وفي ثنايا الاهتمام تزاحمتِ الأسئلةُ عن مَنْحى الاقتصاد، وعن الحاجة
إلى تجديد النُّخَبِ الممثلةِ والمُسَيِّرَةِ للبلاد، وبالضرورة عن الاختياراتِ والأوْلويات.
وتَرَقَّبَ الجميعُ،
وما زالوا يَرْقبُون الإفصاحَ عن تحوُّلاتٍ تصْنَعُ التغيير، وتُصحِّحُ المسار
الفُرْصةُ مُوَاتيَةٌ
الآن لِتُعْلِنَ الأحزابُ عن اختياراتها بدون الْتِوَاء، ومُواتيةٌ أكثر للساهرين على
التعليم لِيُعِدُّوا الْعُدَّة، ولِيُوَحِّدُوا اللغة بين مختلِفِ أسلاك التعليم
ستكونُ النتائجُ
طيبة، وسيصِيرُ الفهم أسْرَع، والاستيعابُ أيْسَر، وسيسْهلُ التحصيلُ والتقْييم، فهلَّا
كان العزمُ والتصميم؟ وهلا كانتِ التعبئةُ والتحضير لموسمٍ يُعلِنُ عن انطلاقةٍ لِصُنع
البديل، في اعتدادٍ واستقلاليةِ قرار؟
ستأتي النتائجُ
تَتْرَى، مُبَشِّرَةً بتحولاتٍ عميقةٍ تتتالى، تنعكس إيجاباً على الحياة الاقتصادية
والاجتماعية، وتحرك بقوة عجلة التنمية.
مَطلبٌ مُعَادٌ
مَكْرُور، يسعى في استماتةٍ إلى استرجاع حقٍّ مَهْدُور، أقره الدستور، فهل يصيرُ له
بعد الوباءِ تَصْدِيقٌ وحُضُور؟.