أكد نور الدين
بوطيب الوزير المنتدب في الداخلية، على أن مشروع قانون رقم 72.18 المتعلق بمنظومة استهداف
المستفيدين من برامج الدعم الاجتماعي، وبإحداث الوكالة الوطنية للسجلات، يهدف إلى تعزيز
بنية الخدمات الاجتماعية المقدمة، وتحسين مردوديتها في إطار منظومة وطنية متكاملة لتسجيل
الأسر قصد الاستفادة من برامج الدعم أو الخدمات الاجتماعية.
وأوضح وزير الداخلية
المنتدب، خلال تقديمه الخطوط العريضة للمشروع في الاجتماع الذي عقدته لجنة الداخلية
والجماعات الترابية، يوم أمس الجمعة، بمجلس النواب، أن البرنامج يهدف إلى إعادة هيكلة
منظومة الدعم الاجتماعي، واعتماد معايير دقيقة وموضوعية للاستهداف باستعمال معايير
التكلونوجيا الحديثة، لتجاوز الاختلالات الموجودة بمنظومة الدعم الحالية.
وأشار بوطيب إلى
أن هذه الاختلالات سبق وأن تحدث عنها الملك، عندما قال: “إنه ليس من المنطق أن نجد
أكثر من 100 برنامج للدعم والحماية الاجتماعية من مختلف الأحجام ترصد لها عشرات المليارات
من الدراهم رصدت للبرامج الاجتماعية، وهي مشتتة بين القطاعات الوزارية والعديد من القطاعات،
وتعاني من التداخل وضعف التناسق فيما بينها، وعدم قدرتها على استهداف الفئات التي تستحقها”،
مشيرا إلى أنه بمقتضى مشروع هذا القانون، سيحدث السجل الوطني للسكان ببنية رقمية قوية
ومتطورة، ستكون قادرة على تجميع وحفظ وتحليل البيانات ذات الطابع الشخصي لجميع السكان
على مستوى التراب الوطني، بمن فيهم الأجانب المقيمون بالمغرب، والقاصرون والمواليد
الجدد.
وشدد على أن إعادة
هيكلة منظومة تدبير الدعم الاجتماعي بما يتوافق مع الرؤية الملكية التي تروم ” اعتماد
معايير دقيقة وموضوعية، وباستعمال التكنولوجيات الحديثة” قصد الاستفادة من هذه البرامج،
يقتضي منح هذا المعرف الذي سيكتسي أهمية كبيرة لتحقيق النجاعة المرجوة، منظومة تدبير
الدعم الاجتماعي أو الخدمات الاجتماعية، كونه سيستعمل كمعرف مدني موحد لطالبي الاستفادة
من الخدمات التي تقدمها الدولة أو المؤسسات العمومية أو الجماعات الترابية بهذا الخصوص،
وكذلك كرابط بين مختلف سجلات وقواعد معطيات هذه البرامج أو الخدمات.
كما سيمكن من منح
معرف رقمي موحد لكل مسجل فيه، وهي إحدى التوصيات المقدمة من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي
والبيئي سنة 2018.
وأوضح أن هذا المعرف
سيستعمل كرابط بين مختلف السجلات التي تشرف عليها الإدارات العمومية والجماعات التربية.
ذلك أن هذا المعرف المدني والرقمي والاجتماعي، سيستعمل لتحديد هوية طالب الاستفادة
من برامج الدعم والخدمات الاجتماعية، وسيمكن من تحديد هوية الأفراد بنجاعة ومنع إساءة
استخدام الدعم وتفادي الازدواجية والحرمان من الخدمات الاجتماعية، أو وقوع أي احتيال
ممكن.
وأكد أن الغرض
الأساسي من تجميع وتوحيد البيانات بالسجل الوطني للسكان هو توفير قاعدة مركزية، مؤمنة
وصلبة، تشمل إلى جانب المعطيات الديمغرافية كالاسم الشخصي والعائلي والعنوان، البيانات
البيوميترية كقزحية العين والصورة.
وشدد على أنه تمت
مراعاة مبدأ الملاءمة والتناسب وعدم الإفراط وتقييم الأساس القانوني والأغراض المحددة
للمعالجة، وتحديد الضمانات التنظيمية والتقنية وفق القانون 09.08 المتعلق بحماية الأشخاص
الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي.
وأبرز أن التقييد
في السجل الوطني للسكان سيكون اختياريا للأشخاص، وإلزاميا للذين يريدون الاستفادة من
برامج الدعم والخدمات الاجتماعية التي تقدمها الإدارات العمومية والجماعات الترابية،
والهيئات العمومية.
وأضاف أن هذا السجل
ستدبره مؤسسة عمومية هي الوكالة الوطنية للسجلات، وستتحمل كامل المسؤولية عن حماية
المعطيات الرقمية المضمنة فيه، وسلامة النظم والمنصات المعلومية الموضوعة لتدبير هذه
المعطيات.
فيما سيكون السجل
الاجتماعي الموحد هو النواة الثانية لتقديم الدعم الاجتماعي، وسيستعمل كآلية لتنقيط
الأسر استنادا على البيانات الاجتماعية والاقتصادية الخاصة بهم، كنوع السكن وعدد الغرف،
والمصاريف السنوية المتعلقة بالماء والكهرباء والهاتف والغاز، والمستوى الدراسي لأفراد
الأسرة، والمجال الجغرافي ومهنة المصرح.
وسيتكفل هذا السجل
حسب بوطيب بإعداد قوائم المستحقين استنادا إلى قواعد التنقيط هذه من أجل الاستفادة
من برامج الدعم الاجتماعي، وذلك على أساس العتبة المحددة لكل برنامج، مشيرا أن هذا
التنقيط سيتم إعداده بشراكة مع المندوبية السامية للتخطيط.
وأكد بوطيب أن
كل أسرة مسجلة في هذا السجل سيكون لها حق الطعن في التنقيط المقدم لها، مشيرا أن هذا
المشروع هو خطوة رائدة على طريق تجديد وإصلاح منظومة الدعم الاجتماعي ببلادنا.
وأشار أن هذا المشروع
يلزمه سنة كاملة حتى يكون جاهزا، لكن المشكل الموجود هو الانتخابات، لأنه لن تكون هناك
الإمكانيات البشرية على مستوى وزارة الداخلية لمواكبته في هذه الفترة، لذلك سيطبق المشروع
على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة في بداية 2022، فيما سيتم التحضير للنصوص التنظيمية
الخاصة بالمشروع ومنها وإحداث الوكالة الوطنية للسجلات سنة 2021، مشددا على أن جائحة
“كورونا” كانت بمثابة تمرين في سياق عملية تحسين منظومة الدعم.