بقلم الكاتب الصحفي
عيسى فراق/ الجزاير
السلام عليكم ورحمة
الله تعالى وبركاته، أما بعد..
كم تبدو الحياة
بشعة وقاسية وهي تتدافع حولنا بأحداثها المرهقة، ومواقفها الشرسة، فلا نجد اليد الحانية
التي تخفف الثقيل، وتهوّن الأسى، حينها نصير كالجُزر المنفصلة، فقدَ سكانها الاتصالَ
عبر قوارب النجاة، هكذا هي الحياة الزوجية حين يداهمها التصدع الأُسري، فيهدد قارب
الزوجية بالانقلاب والتهشّم وسط الحياة.
غالبا ما يكون
الجفاف العاطفي والقلق النفسي بداية لخطر التصدع الأسري، فنجد الأسرة في مجمل أحوالها
تشكو الجفاف العاطفي، فالزوجة لا تهتم بالإنصات إلى زوجها القلق، أو الذي يتعرض إلى
أزمة ما من أزمات الحياة، فلا تقدّم له دعما نفسيا كافيا يُعينه على تخطي تلك الأزمة،
والزوج يُبادلها نفسَ اللامبالاة، فيكتفي بتوفير احتياجات الأسرة المالية، ثم يظن أن
ذلك هو كل المطلوب منه.
لقد حرص الإسلام
على إبقاء العلاقة الزوجية الأسرية دافئة متجددة الحيوية، فعّالة إيجابية تدعم كل أفرادها
وهم يُواجهون أعباء الحياة، فرقة القلب ورحمته هي وسيلة التلاحم التي تربط أفرادَ الأسرة
والمجتمع معا، وحين تتناسق جهود الزوجين لتحقيق أهدافها، فإن هذا كفيل بتجنب التصدع
الأسري، لأنه سيوّلد المحبة اللازمة لدفع القارب الأُسري إلى الأمام، قال الرسول «صلى
الله عليه وسلم» «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته»، وهذه المسؤولية الضخمة الخطيرة
تشغل الحياة، وتشغل الفكر عن التفاهات التي تخلق الشعور بالملل وعدم الرضا، وتدفع إلى
الضجر والسخط الذي هو بداية أخرى للتصدع الخطير.
إن الزواج رحلة
حياة، والحياة ليست سرورا خالصا وحسب، بل إنها تحمل إلى جانب ورودها أشواك الطريق،
وتعثّرات الخطى، وتشابك العلاقات الاجتماعية بما تحمله من مفاجآت قد تكون قاسية، لذا
على الزوج والزوجة أن يمتلكا الإرادة القوية التي تكفل لهما تخطي تلك الصعوبات