كريم باجو
ان عالم المجانين
هو عالم اللامعقول بالنسبة (للأسوياء)، سنقف هنا عند عالم الأدباء والكتاب، ونطرح السؤال
هل الأدباء مجانين؟ لأن أفكارهم وطريقة سردهم للأحداث في اعمالهم الروائية هي عند من
يظنون انفسهم عقلاء فيها نوعا من المبالغة أو تجاوز الحدود أي الجنون!؟.
لنلقي نظرة على
بعض الروايات العالمية، مثلا كرواية 1984لجورج أرويل هاته الرواية بطلها وينستون سميث
يعمل في" وزارة الحقيقة " هذا الرجل الذي كان ضد الظلم الذي كان يقوده
الأخ الأكبر الشخصية الخيالية يحكي جورج أرويل على لسان هذا الاخير أمور كانت
تشبه الحمق، لدرجة كان في منزله فقرع بابه طفل صغير رفقة أخته ولهم ألعاب الأطفال
'كلعبة الأسلحة النارية التي يلعب بها الاطفال' ، فأقام الأطفال بطلب وينستون
أن يضع يده على رأسه ليضع الأخير يده على رأسه وهنا يصور لنا الكاتب الحمق الذي يأتي
من وراء الخوف الرهيب الذي يمكن أن يعيشه الإنسان كما نجد الأديب العالمي جورج برنار
شو الذي كان انسان عاشبا، عندما سألوه لماذا، قال لهم أنا لا يمكنني ان أتناول
أصدقائي متحدثا عن الحيونات، ولنا في فيودور دوسوفسكي الأديب الروسي العالمي خير نمودج
أبدع ودخل تاريخ الأدب كواحد من الأدباء اللذين فهموا اغوار النفس البشرية، كان هو
ايضا مريضا بمرض الصرع الذي يصيب الجهاز العصبي للشخص، والذي يسمى في المجتمعات الغير
المتعلمة بالجنون او تم اقتحام جسم المريض كائنات من العالم اللامرئي حسب اعتقادهم،
كما لنا في ليو طولوستوي خير مثال الرجل الثري الذي باع كل شيء، ومنحه ثمن ثروته للفقراء،
وظل ينام في سكة القطار وشوارع روسيا، ولعل لنا مثالا مغربيا لمحمد شكري الكاتب
العالمي الذي ترجم عمله الروائي 'Le pain nu '، الخبز الحافي الى اكثر من 40 لغة في العالم من عالم التشرد والغناء
في بعض المقاهي الليلية الى العالمية، حيث له مجموعة قصصية معنونة ب'مجنون الورد'،
ويحكي صديقه الذي عايشه عبد اللطيف بن يحيى الاعلامي بمحطة اذاعة طنجة، في برنامجه
الاذاعي خصصه للحديث عن شكري كروائي عالمي رفقة ضيف آخر وهو أستاذ ناقد ، بقوله
ان شكري قضى مدة في مصلحة الأمراض العقلية،اثر انهيار عصبي في بداية الستينات،وهو صاحب
المجموعة القصصية الرائعة مجنون الورد.
يتبع...