محمد مقدام
لايجد في ساكنة
فاس مبررا منطقيا لقرار منعهم من المرور بساحة
باب المكينة التاريخية، رغم الطريق الخاص بالسيارات الذي يتوسطها .
وبالعودة إلى تاريخ
هده الساحة، واسمها المرتبط بمعمل السلاح الذي شيده السلطان مولاي الحسن الأول، بعد
نكسة معركة إيسلي، ومعاهدة مدريد، وقع السطان صفقة أرسل بموجبها بعثات مغربية إلى إيطاليا،
كما جلب مهندسين إيطاليين من أجل الإشراف على بناء معمل السلاح في سرية تامة .
وفي سنة 1890م،
انطلق المعمل في صناعة البنادق والمدافع، وقطع الغيار، ومع وفاة السلطان وتقلد ابنه
الحكم 1909م، تحول المعمل إلى فضاء لسك النقود، وانتهى المطاف بهذا المعمل إلى ورش
لصنع الزرابي، إلى جانب تدريس بعض الصناعات التعليم الأولي، وخلال العشرينات بدء نور
المصنع الذي تحول إلى صنع الزيت والصابون يخبو، بعدما شب به حريق سنة 1938 م
ارتبط تاريخ تاريخ
باب المكينة بساكنة أحياء مولاي عبد الله وفاس الجديد والمدينة القديمة وعموم الموطنين الفاسيين، لأنها
كانت قبلتهم يوميا، للتمتع بعروض رواد الحلقة الشعبية، (حربة . عيشة بيطيط. القرع.
ويكا المراكشي. الميرنا..)، فرغم هذا الحنين إلى هذا الفضاء، أصبحوا محرومين من المرور
بهذه الساحة المؤدية إلى فاس الجديد ومولاي عبد الله، حيث وضعت بأبوابها فتوات تمنع المواطنين من المرور وزيارتها، بعد ما أصبحت محتكرة
من طرف جمعية فاس سايس، بدون موجب حق، وتفتح أبوابها مرة كل سنة لاحتضان مهرجان الموسيقى
الروحية.