بقلم الأستاذ حميد
طولست
كثيرة هي أخبار
القضايا والمشاكل والكوارت الإقتصادية والسياسية والاجتماعية التي سُلطت عليها - في
هذه الأواخر -أضوء وسائل الإعلام المائعة والمسخرة لتمويه مسارتها الحقيقية ومقارباتها
العميقة وتعددية أسبابها ودواعيها ، حتى تصبح موضوعات نقاشات انفعالية، يتفاعل معها
الناس وفق تنوير سلبي ، هدفه تغيير والوعي المجتمعي، وتوجيه الرأي العام للإنحياز إلى
وجهة نظر معينة ، تعمل الكثير من مواقع التواصل الموالية ، وجمعيات المجتمع المدني
المتعطشة لعطايا الريع ، والمظمات الحقوقية المدجنة بالإغراءات أو التهديدات ، عبر
العديد من المنابر الإعلامية المأجورة ، على طمسها - على حساب الحقيقة القائمة فى الواقع
-تحت يافطة العمل الجمعوي الخيري وحرية الرأي وحقوق الإنسان ، التي لا تتوقف عن تسرسب
الانتقادت حولها والتهجمات عليها في تقاريرها المتعددة والمسيسة ، والقائمة فى مجمل
موادها على الكلام المرسل والغير الصحيح ، والبعيد عن الإحساس بالمسؤولية ، كما هو
حال الأخبار المفبركة بخصوص أحوال حقوق الإنسان فى مصر، التي تعرف -رغم القدر الكبير
من الإنجازات التي تحقق فيها - أقصى درجات التعتيم والتشكيك في قيمها ، الذي يراد به
جر الشعب المصري ، إلى الشك فى كل مفاهيم ومعانى وطنه ووطنيته ، وإفقاده الثقة والأمل
في مستقبله ، حالما انطلت عليه حيل تلك الأخبار الكاذبة المفبركة، الغاية التي يُعد
معها الحياد فكرة خيالية ، وإغراقا فى مثالية رومانسية ، أمام ما رصد لها من إغراءات
مالية ولوجيستية لا تقاوم - أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها "فرعونية"-بما
وفر لها من الوسائل التقنية الجبارة المحفزة على الانحياز غير الموضوعي لأي جهة كانت
، لأنه إنحياز غير راجع في الحيز الكبير منه إلى محبة الجهة المُتحيَّز لها "الإخوان
المسلمين، ولا إلى اقتناع بفكرهم ، كما أنه لا يعود إلى كراهية وبغضاء للطرف المتحيِّز
ضده "مصر" ولا بسبب حال حقوق الإنسان
فيها ، والتي لا تختلف عن حالها فى أى بلد غيرها ، بما فيها بريطانيا أم الديمقراطيات
فى العالم ، بقدر ما يرجع ذلك إلى ارتباط الجمعيات المنحازو بدول ومجموعات ضغط غير
مرئية ، ترى في مصر أخطر منافس اقتصادي لها ، بسبب الطفرة التنموية الاقتصادية التي
يسير بها بسرعة البرق وبدرجات عالية في البناء والتجهيز وتوطين الصناعات ، التي زادت
من تثبيت الدولة وأوقفت إفلاسها وانزلاقها ، ومكنتها من إستعادة عافيتها ، بعد إجتثات
منابع الإرهاب في سيناء إجتثاثاً شبه كاملا ، رغم تكاليف التقويم الباهظة ، وما يتسبب
فيه الإصلاح من غلاء معيشي وخفض شعبية الوطنيين الصالحين العاملين عليه ، نقطة الضعه
التي استغلتها جماعات الإسلام السياسي التي لا تؤمن بالدولة الوطنية ، لاستمالة وسائل
الإعلام المأجور والجمعيات المدجنة ، للانحياز لطروحاتها ، والإنخراط في الحملات التشويهية
المدروسة لضرب مخطاطات تصحيح أوضاع البلاد ، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية
وحتى الدينية، القصيرة والطويلة المدى ، والتي حدد لها زمنا غايته 2030 .