بقلم أسماء الكعدوس
من خلال تأملاتي
العابرة للحديث القائل "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء."
أظن بأننا نعيش عصر غربة الإسلام والتفكير الإسلامي، لدرجة أنه حينما تناقش أحد ما
في أمر يخص ماهو إسلامي وماإلى ذلك يقول لك أذهب وتخصص في الدراسات الإسلامية
وغربة الإسلام
التي أقصدها تتجلى في المظهر بشكل عام وعلى وجه الخصوص في اللباس، فمع تطور المجتمعات
تعددت أشكال الملابس وتنوعت حيث أصبح لكل ثقافة لباس يمثلها، وفي هذا السياق السؤال
الذي يطرح نفسه هو: ثقافاتنا في اللباس إلى أين؟!
عادة مانلاحظ أن
اللباس يتحدد على حسب السياق المناسب ولكن عادة مايكون اللباس الطويل للفتاة
( كالعباءة مثلا
او ماشابهها) مشكلا لجدل واسع وكبير ويمتد هذا الجدل حتى يصل إلى سوق العمل، إذ أن
هناك عدة وظائف في سوق الشغل ترفض عمل الفتاة في مجال ما فقط لأنها محجبة أو متجلببة!
ولا أقول ماأقول تحيزا لفئة معينة دون الأخرى بل لأن شكل اللباس لم يعد موضوعا عابرا
بل هو محدد أساسي وجوهري في تفاعلانا مع الأخر بل وأيضا أصبح عاملا رئيسي في تحديد"
نسبة تدين الشخص" فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما يشاهدون فتاة متجلببة أو ترتدي
كل ماهو طويل فضفاض أول سؤال يتبادر إلى أذهان فئة معينة هل انت تدرسين في شعبة الدراسات
الإسلامية وكان هذا النوع من اللباس حكرا فقط على هاته الفئة!، وقد يكون ذلك عائد على
ماهو قابع في وعي الضمير الجمعي.
لا أعلم هل أصبح
الإسلام حكر فقط على من يتخصص فيه ويدرسه؟! أم أن اللباس في ثقافتنا الحضرية هو محدد
لدرجة تدين الشخص كما يزعم البعض؟!
أم أن "إنفتاح"
المجتمع وتقدمه يفرض على البشرية أن تعيش بفكر سوي وبالتالي سيصبح الإختلاف تخلف والتدين
تشدد!
فعلا مسألة الإسلام
والمجتمع مسألة جد معقدة وتطلب الكثير والكثير لفك جوانبها وفهم جوهرها.
إذن لطالما كان
اللباس ومازال المحدد الأساسي والجوهري لثقافة الشعوب وهو إنعكاس للتشبت بالعادات والتقاليد
ولكن مع تطور مجتمعاتنا أصبح اللباس محدد للهوية والإنتماء الديني أيضاً.