بقلم الأستاذة امال
السقاط الضخامة.
ثقافة الاعتذار وما
أدراك ما ثقافة الاعتذار ،لاسيمافي المجتمعات العربية،حيث من الناذر جدا إن لم نقل
من شبه المستحيل ان نتحدث عن وجود ثقافة الاعتذار ،او حتى ترسيخها للناشئة من خلال
إعطائها القدوة الصالحة ومدها بالنموذج الامثل لهذه الغاية.،وإن كنا في في العمق ننادي مجتهدين بضرورة ترسيخ ثقافة
حقوق الإنسان والاعتراف بالاخر،والتعايش مع الآخر بكل احترام ومحبة وسلام.
إلا أن الواقع يكاد
يبوح،بل ويصرخ في كثير من الاحيان بعكس ذلك تماما ولا أدل على ذلك ما تعرفه هذه المجتمعات
من تفريخ ظواهر إجتماعية تحتاج لدراسات ميدانية معمقة و متخصصة،ثم متتفحصة مكمن الداء
لمعرفة الدواء ثم الشفاء.ولا أدل على ذلك ما قد نسمعه بمرارة ،او نلاحظه عبر وسائل التواصل والإعلام كل يوم بقلب يعتصر،وعين تتحسر،
وحلم ينكسر،لما ال اليه الوضع دون ان نفكر مليا وبعمق لنتدبر جليا وبحق الأمر.
ولنا أن نرى ما قد
يحصل في بعض أسرنا من جدالات عقيمة اواصطدامات معدمة على أشياء تكاد تكون تافهة تماما
،قد تبرز عنها مآسي وويلات مدمرة للأسف الشديد.،وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على افتقارها
في الأساس إلى ثقافة الاعتذار،وثقافة الحوار،واحترام الآخر.،بل على العكس تماما سنجد
ان هناك ما يصطلح عنه بطغيان الانا وبافراط
متطرف في كثير من الأحيان. ، دون تقبل لاللنقد
البناء من الاخر ولا حتى التجرؤ على القيام بالنقد الذاتي بالشكل الناضج الواعي
والمسؤول،
وإذا كان هذا حال
الأسرة الواحدة،فكيف يا ترى سيكون حال المجتمع برمته مع ما يشمله من اختلافات عدة،
وتناقضات متباينة،وكما نعلم جميعا أن الأسرة هي نواة المجتمع ،وبصلاحها يصلح المجتمع،بل
إن حقيقة صورة الأسرة تنعكس على هذا المجتمع اوذاك من خلال ترسيخه لجملة من السلوكيات اوالممارسات،او محافظته على هرم بنية
القيم البانية والمؤسسة له كمجتمع.
من هنا نصل إلى حقيقة
مفادها أن المجتمعات العربية وللأسف أكاد أقول أنها لم تصل بعد إلى درجة الوعي المسؤول
بالشكل المرغوب الذي يجعلها تفطن لتدرك بأن ثقافة الاعتذار إنما هي فن حياة وأسلوب عيش راقيين في التعايش مع الاخر،بحيث
تعلمك كيف تكون إنسانا بالفطرة،وبالفعل،والممارسة الوازنة والمتحررة من كل العقد ،ومن
كل ضعف او سلبية قد تحول دون تاهيلك لبناء علاقة إنسانية سليمة بناءة وهادفة مع الاخر
بسماحة نفس، وطيب سلوك،وسمو مبادئء ،ونبل مشاعر إنسانية قحة ترتقي بك إلى مراتب الجمال
والكمال النسبيين،من أجل التعايش مع الاخر بود،والفة ورحمة ومحبة وسلام.،حتى تتذوق
بعدئذ وبصدق نكهة التسامح فتتلذذ بحق طعم الاعتذار وما ستحصده من راحة واطمئنان نفسي
عند معاملتك الآخر بفطرتك الإنسانية الراقية التي جبلت عليها.
ولن أخالف الحقيقة
إذا قلت،بأن كل السلوكيات التي قد تصدر عن الواحد منا ،ماهي في العمق الا سلوكيات مكتسبة
بادئ ذي بدء من الاسرة،فالمدرسة،فالمجتمع،
ثم وسائل الإعلام
بمختلف انماطها المتشعبة ،فكلها أطراف مشاركة
فاعلة وفعالة في نمط التربية الذي نرغبه، ونوع
الإنسان الذي ننشئه ونصنعه، والمستقبل الذي
نحن ننشده ونشيده ،فهي اذن المسؤولة عن ترسيخ
هذه الثقافة او تلك ومن ضمنها ثقافة الاعتذار قولا وفعلا،سلوكا وممارسة،تحقيقا وتطبيقا
بمنطق حكيم ومنهج سليم ،وبناء صلب وقويم،بهدف تنشئة الإنسان
المتكامل المتوازن ذو الشخصية القوية،منتج
و متسامح، خلاق ومبدع ثم طموح ،إنسان يحترم الحياة ويحترم الآخر
دون إقصاء له اوتييس وترخيص اوتبخيس.، حتى نتمكن بالفعل بناء مجتمع ينبض حيوية ومحبة
وسلاما،تسامحا ووئاما.،تكون الأسرة فيه هي النموذج و القدوة الصالحة لترسيخ ثقافة الاعتذار
بالنهج الامثل لمستقبل افضل.