adsense

/www.alqalamlhor.com

2019/08/24 - 3:19 م

 حلت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، الأحد الماضي، بمفوضية أمن القصر الكبير، وفتحت، بتعليمات من الوكيل العام للملك بالرباط، بحثا قضائيا للوقوف على وقائع شريط فيديو، جرى تداوله أخيرا على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، وتضمن قضية مثيرة تتعلق بشاب ثلاثيني عثرت عليه أسرته بمنطقة الشمال، بعد أزيد من تسع سنوات عن وفاته ودفن جثته بمقبرة الجماعة.
وأفاد المصدر، أن محققي الفرقة الوطنية أجروا أبحاثا دقيقة ومركزة للكشف عن ملابسات هذه القضية، التي بدأت فصولها بمنطقة الغرب منذ حوالي 13 سنة تقريبا، وانتهت بالمنطقة الشمالية بإقليم العرائش، بعد أن اكتشفت أسرة قروية بدوار “طيايرة” بجماعة ارميلات إقليم سيدي قاسم، أن ابنها “بنعيسى” الذي توفي في ظروف غامضة سنة 2011، وتسلمت جثته داخل نعش مشمع لا زال حيا يرزق. وأوضح المصدر نفسه، أن الضباط الذين أوكلت إليهم مهمة التحقيق في هذه القضية الغامضة، عقدوا جلسات مغلقة استمرت لساعات استمعوا خلالها إلى كل الأطراف التي لها صلة بالموضوع، وعلى رأسهم الشاهد الرئيسي في القضية، الذي سرد للمحققين تفاصيل تعرفه على “بنعيسى”، بعد أن حل في ظروف غامضة بالمنطقة الشمالية، واستقر بمنزل عضو بجماعة سوق الطلبة بإقليم العرائش، الذي استغله، تحت التعذيب والتهديد، في أشغال الزراعة والرعي بدوار أولاد علي المدنة، المحاذي لمنطقة جبلية معروفة بزارعة الكيف، وذلك لأزيد من 9 سنوات ونصف بدون أجر ولا رعاية.
وذكر الشاهد، بحسب المصدر، أنه بعد أن استعطفه بنعيسى، الذي كان يعاني اضطرابات نفسية حادة وتلعثم في الكلام، قرر مساعدته وتجند للبحث عن أسرته عدة شهور إلى أن اهتدى إلى المنطقة، التي ينتمي إليها الضحية، وعمل على التنقل إليها ولقاء أفراد أسرته وشقيقه الأكبر، الذين لم يصدقوا الخبر في الوهلة الأولى، إلا بعد رؤيتهم لصورة ابنهم وبعض تفاصيل طباعه، ليتوجهوا في اليوم نفسه للدوار المذكور لإنقاذ ابنهم من محنة استمرت لسنوات طويلة.
وعند وصولهم إلى الدوار، يقول الشاهد، امتنع العضو الجماعي عن تسليم بنعيسى لأسرته وأنكر وجوده، ليدخل الطرفان في اشتباك استعملت فيه العصي والحجارة، قبل أن تتدخل عناصر الدرك الملكي، الذين التحقوا بالمكان وعملوا على إيقاف النزاع وتسليم بنعسى لأسرته بعد الاستماع لكل الأطراف وإنجاز المحاضر القانونية، التي تم عرضها على النيابة العامة بابتدائية القصر الكبير.
وبحسب معلومات من أحد القاطنين بدوار الطيايرة، فإن بنعيسى، كان قبل اختفائه يشتغل لدى أحد أعيان منطقة الغرب، الذي أخبر أسرته بوفاته وتكفل بنقل جثمانه إلى مسقط رأسه بحضور ممرض وممرضة من المستشفى المحلي بسوق الأربعاء الغرب، اللذين حضرا مراسيم الدفن وأصرا على عدم فتح النعش في وجه الأسرة والعائلة.
وينتظر أن تكشف التحقيقات الجارية في الموضوع، عن أسباب اختطاف بنعيسى وحجزه قسريا بمنطقة الشمال، خاصة بعد القيام بفتح القبر وإخراج الجثة لإجراء تحليل للحمض النووي، من أجل معرفة هوية الشخص المدفون.