بقلم ابراهيم فارح
خيم الحزن والأسى
في ربوع المملكة إثر ما خلفته حادثة إجوكاك من ضحايا، خبر الوفاة نزل كالصاعقة على
المجتمع وتحولت هذه القضية إلى القضية رقم واحد طيلة الأيام الماضية.
رحل أناس من أبناء
جلدتي رحمة الله عليهم، وبذلك اسدل الستار على فصول قصة مأساوية تراجيدية، لكنها أبانت
عن عجز كبير في إنقاذ أرواح بريئة، شاءت الأقدار أن تقضي ساعات وأيام بلياليها تحت
التراب تئن وتطلب النجدة.
رحل هؤلاء رحمة
الله عليهم، وقد التف حولهم كل أطياف المجتمع وشغلوا بالهم وتفكيرهم، وتوشحت مواقع
التواصل الاجتماعي باللون الأسود حزنا على هذا الرحيل وهذه الصدمة.
ولكن المصيبة أهون
من أن تقاس بركام فوق أجساد، ولكن المصيبة العظمى من مسؤول أو وزير يموت وهو حي بسبب
موت ضميره وتبلد إحساسه وعدم مبالاته، حتى أمام فاجعة الموت، وما أكثرهم وهم يتصدرون
المهرجانات والسهرات بأوداجهم المنتفخة، وآثار النعمة بادية على أجسادهم بدون خجل أو
قليل حياء.
وإذا كان الضمير
هو ذلك القلب النابض الذي يشحن صاحبه بالأحاسيس ويحثه على مراعاة شعور الآخرين والعمل
على حفظ دمائهم وأموالهم....فإن ضمير حكومتنا قد مات واستراح ولم يرح، فقد قطع حبل
التواصل مع هذا الشعب المقهور حتى في مآسيه، وأصبح إمعة لا يحب إلا نفسه ولا يحزنه
ما يحزن المغاربة، ولا يشعر بحاجاتهم ولا يسمع أنينهم ولا شكواهم.
ولعل من أشد حالات
موت الضمير ترك الواجب والتهاون في أدائه، ومن ذلك ما يحصل من الفساد المالي والإداري،
كل ذلك بسبب موت الضمير حتى يهون العمل السيء على صاحبه ويخل بأمانته.
الموت نهاية كل
حي هذه حقيقة وعقيدة كل مسلم، فرحمة الله عليكم أموات فاجعة إجوكاك؛ ورحمة الله علينا
نحن الأحياء أمام حكومة ضميرها مات.
له علاقة بما سبق
أيها الوزير امتط
سيارة الدولة، واملأ خزانها ببنزين فاتورته من جيوبنا، وقم بمواساة الشعب في مصابه، وإن لم تستطع فعلى حائطك الفايسبوكي
وذلك أضعف الإيمان.