بقلم الأستاذ حميد
طولست
بعد المناورات
البئيسة والمؤامرات المنحطة ضد هوية العنصر الأمازيغي ، والتجاسر الخبيث على الإساءة
للغته أقر الناخبون المغاربة دسترها واعتبارها لغة رسمية، والتطاول الوقح بالسخرية
والتنكيت الغبي عليهما ، من طرف الذوات المعقدة ذات العقول المسطحة والنفسيات الشاذة
والآراء والعقائدية الجامدة المعطلة لكل تقارب وتفاهم بين المواطنين والبلدان، والمكرسة
للصراعات الأيديولوجية الفارغة ، والخلافات الرخيصة ، ولعصبيات الجاهلية الترهيبية
والنعرات الظلامية الاجرامية ، التي تُعاني من ويلاتها الأمّة الإسلاميَّة عامة ، وساهمت
إلى حدٍ بعيدٍ في إحداث شرخٍ كبيرٍ فى الذات الجماعية المغربية ، وأضعفت عُرى الوحدة المغاربية ، ومزقت
،أو كادت، اللحمة المتينة التي كانت تجمع بين المغاربة المسلمين ، وأحلت مكانها التنازع
بدل التَّعاون ، والفُرقة بدل الوحدة ، من أجل خلق قطعان من التابعين المغيبة عقولهم
، والمتحكم فيهم تصرفاتهم حسب هوى مهاويس الفاشية الدينية الحالمة بسراب الخلافة وتتوق لتحقيقها..
بعد كل هذا وغيره
كثير من مواقف التلكؤ في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية ، توجت لجنة المالية والتنمية
الاقتصادية بمجلس النواب ، مؤامرات إقصاء الأمازيغ المكون المغربي الأصلي ، بالمناورة
الإلغاء الغبية التي اعتمدها مجلس المستشارين الأسبوع الماضي ، والمتعلقة بمشروع القانون
رقم 40.17 الذي يُلزم بنك المغرب بإصدار أوراق مالية بها التيفينار الأمازيغية، الموقف
السلبي ، الذي لا يبعث على الارتياح ، وينم في حقيقته على الميوعة والنزقية والخفة
الخارجة عن التروي التعقل، والمجاوزة لحدود التحفظ واللباقة، والذي يحمل في طياته كل
الضغائن والأحقاد الإيديولوجية التي أصبحت من مقومات الفعل السياسي/الديني الطائش المشبوه،
الذي يمارسه بكل تمتهور وجنون ، سياسيو التيارات الإسلاموية ، لتشضويه معالم هويته المكون الامازيغي المسالم
،وطمس لغته المرتبطة منذ آلاف السنين بأرض تامازغا عرقا وثقافة ولغة وتاريخا وحضارة
وتجدرا ، والختام أتساءل بصوت عال ، ألم يحن الوقت الذي تلعب فيه التيارات الاسلامية
دورا بارزا في رفع الحيف الاجتماعي والإرهاب السياسي الذي كان ممارسا على الأمزيغ ولغتهم
بإسم الشيطان من طرف الأحزاب اليمينية واليسارية طيلة عقود ، والذي أصبحت تقوم به أحزاب
الإسلام السياسي بإسم الله ، الذي يستعملونه للتسلط عليهم و الحط من قيمة لغتهم و حروفهم.