نفذ طلبة كلية
العلوم بالجديدة صباح يوم أمس الإثنين قرارهم القاضي إلى مقاطعة امتحانات الدورة الربيعية،
للموسم الجامعي 2018 – 2019 بشكل كلي، على خلفية تعنت مجلس الكلية في تحقيق مطلبهم
المتمثل في تأجيل الامتحانات إلى ما بعد شهر رمضان، وتعد هذه السنة الثالثة على التوالي،
التي يقاطع فيها طلبة كلية الآداب وكلية العلوم بالجديدة الامتحانات لنفس السبب، ألا
وهو التأجيل..
ويرى الأستاذ عبد
الحق غريب، عضو قطاع الجامعيين للحزب الاشتراكي الموحد، وأستاذ التعليم العالي بكلية
العلوم بجامعة بوشعيب الدكالي بالجديدة، أن مقاطعة الامتحانات من أجل تأجيلها أصبحت
قاعدة بجامعة شعيب الدكالي ومكسبا للطلبة، ويتحمل مسؤولية تقعيدها عميد كلية الآداب
والعلوم الإنسانية وطاقمه.
وذكر الأستاذ أنه
عندما كان طلبة كلية الآداب والعلوم الإنسانية يعتصمون ويبيتون لعدة ليالي أمام مكتب
العميد في دجنبر 2016 رغم قساوة البرد، يطالبون بفتح باب الحوار من أجل تأجيل تاريخ
بداية امتحانات الدورة الخريفية، أبى العميد إلا أن ينهج سياسة صم الآذان، واختار التعنت
ورفض الجلوس إلى طاولة الحوار، تحت ذريعة أن ذلك يمس بهيبته ويؤدي إلى "ضسارة
الطلبة"، وقد كان يمر من أمام الطلبة المعتصمين صباح مساء ولعدة أيام دون أن يعيرهم
أي اهتمام، إلى أن قال لهم ذات مرة: "غير فرقو هاد الجوقة.. أقسم بالله لن أأجل
الامتحانات ولو انطبقت السماء مع الأرض".
وأضاف الأستاذ
عبدالحق، أن الطلبة أصدروا بلاغا يعلنون فيه عن المقاطعة، قبل بداية الامتحانات كرد
فعل، دون أن يتخذ العميد أي مبادرة لاحتواء الوضع واستمر في تعنته، إلى أن جاء ما لم
يكن في حسبانه، حيث قاطع الطلبة الامتحانات لأول مرة في تاريخ جامعة شعيب الدكالي،
اضطر بعدها العميد إلى الاستجابة لمطلبهم، فأعلن عن تأجيل امتحانات الدورة الخريفية
برسم السنة الجامعية 2016-2017، وهو الذي أقسم على ألا يؤجلها.
وأردف إلى أن العدوى
انتقلت في السنة الموالية إلى كلية العلوم، حيث قاطع الطلبة امتحانات الدورة الربيعية،
بعد أن قاموا بسلسلة من الاحتجاجات، مطالبين بتأجيلها دون جدوى.. وهكذا بات تأجيل الامتحانات
عن طريق المقاطعة مكسبا للطلبة في جامعة شعيب الدكالي، بسبب تعنت المسؤولين وغياب حوار
جاد يستجيب للقواعد والأدبيات المعمول بها.. وقد تستمر المقاطعة في السنوات المقبلة
طالما سيبقي نفس المسؤولين على كراسيهم.. مسؤولين يفتقدون إلى مقومات القيادة، وغير
قادرين على الجلوس إلى طاولة الحوار من أجل إيجاد حلول لأبسط المشاكل، كما كان عليه
الحال منذ سنوات.
وأشار عبد الحق
غريب إلى أن المتضرر من مقاطعة الامتحانات وتأجيلها هو مصداقية الامتحانات، وصورة الجامعة
ونفسية الطلبة وذويهم، بالإضافة إلى مصداقية مجلس المؤسسة، وأن المسؤولين بكلية العلوم
وكلية الآداب يتحملون كامل المسؤولية في ذلك، رغم أنهم يسعون لتبرئة ذمتهم من مسؤولية
المقاطعة، تحت ذريعة أن تاريخ الامتحانات وقرار عدم تأجيلها هو قرار مجلس المؤسسة وهم
يحترمون قرارات مجالسهم.. والحال أن المشكل الأساس يكمن في تعنّتهم وعدم قدرتهم على
فتح حوار جاد ومسؤول مع ممثلي الطلبة وفق القواعد والأسس والآداب المتعارف عليها، من
أجل إيجاد حل يرضي الجميع، كما كان الحال عليه منذ سنوات.
إلى ذلك، علل مجلس
عمادة الكلية رفضه للطلب بكون شهر رمضان مثله مثل باقي شهور السنة، وأن العمل فيه يسير
بشكل طبيعي واعتيادي ولا يمكن أن يكون مبررا للتأجيل ،كما يرى مجلس المؤسسة أنه حريص
على إجراء الإمتحانات وتسليم الشواهد في موعدها، رعاية لحقوق الطلبة في اجتياز مباريات
التوظيف والإلتحاق بالمدارس والمعاهد العليا، أو اجتياز مباريات الماستر ..