adsense

/www.alqalamlhor.com

2019/05/22 - 12:38 م




بقلم عبد الحي الرايس الكاتب العام للجمعية المغربية لخدمة اللغة العربية
في مسائية الثلاثاء 21 ماي 2019 بالقناة الثانية، ورد على لسان مذيع فصيح ـ أسلستْ له اللغةُ قيادَها ـ قولُه، بدون ألوان سياسية (بفتح النون)، وأحزاب(بفتح الباء)، وكأن كِلْتَا الكلمتيْن (ألوان وأحزاب) جمعٌ ممنوع من الصرف، بَيْدَ أنَّ حقهما أن تُصْرَفَا أيْ أنْ تُخْتَما بتنوين بالكسر للإضافة،  فتَرِدَا هكذا: بدون ألوانٍ سياسية وأحزابٍ....
ولعل ما استوقفني أن الخطأ لم يَعُدْ عفوياً ولا عابراً، وإنما صار ظاهرة تتكررُ على ألسنة كثير من الإعلاميين المرموقين الذين نعْتدُّ بهم، ونُراهنُ عليهم ذائدين عن اللغة، مُسْهمين في توظيفها وتيْسير تداولها، وصيانة لسانها، وكأني بهم وبآخرين يعتبرون أن الجموع على إطلاقها تُمنعُ من الصرف (أي من التنوين)، وتنوبُ الفتحةُ عندئذٍ عن التنوين بالكسر عند الجر.
وللإفادة أُذَكِّرُ بأن الجمع الذي يُمنع من الصرف هو ما جاء على صيغة منتهى الجموع، وعلامته أن يكون مبدوءاً بحرفيْنِ متحركيْن يليهما ساكن مثل:( صحائف ومواثيق وأحاديث وتداريب وفوائد..حرفان متحركان يليهما ساكن)، وثمة أسباب أخرى لمنع الكلمة في العربية من الصرف، لا أرى ضرورة للوقوف عندها في هذا السياق.
ليس هذا انتقاصاً لكفاءة الإعلامي، وليس القصد النيل منه، وإنما تحفيزه على مزيدٍ من التحري، إسهاماً في الحفاظ على اللغة فصيحةً لا يشوبها ما يعتري اللسان من اللحن والزلل، فيحسَبه الكثيرون صواباً وينسجون على منواله فيعمُّ الخطأ .
من ذلك ترديدُ الكثيرين لألعاب القوى، والقوى العقلية والدولية وغيرها بكسر القاف، وحقه الضم "إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القُوى)، وحراك المتداول حالياً بكسر الحاء، وحقه فتحها(حَراك)، وجمع مدير على مدراء، والصواب مديرون، ومديرو المؤسسات، ويرددون: صندوق المقاصة بفتح الميم، وحقها الضم: الْمُقاصَّة،(حاجَّهُ مُحاجَّة، شادَّهُ مُشادَّة، قاصَّهُ مُقاصَّة)
فمزيداً من التحري ، وتثبيت الصواب، يا أهل الإعلام، احترازاً من الانسياق مع الشائع من الأخطاء، فأنتم وأنتن سَنَدُ اللغة ومعقدُ الأمل في حفظ البيان وصون اللسان.