بقلم يونس المودن
لا شك أن فيروس
الانفلونزا شيء حقيقي وموجود كغيره من الفيروسات والأمراض الأخرى. لا يختص بزمان دون
غيره أو بمكان دون غيره ؛ فالاحتياط يجب أن يتخد دائما وباستمرار لتفادي تسلل الجراثيم
والميكروبات إلى جسم الانسان ،فإن لم تكن قاتلة فإنها على الأقل ستلحق الأذى بالبدن
إما على المدى القصير أو الطويل.
لكن في عالمنا
الحداثي عموما وفي المغرب بوجه خاص .تطالعنا أخبار من حين لآخر بوجود فيروسات منتشرة
تستوجب منا أخذ الحيطة والحذر.كان من ضمنها فيروس أنفلونزا الطيور.وتلاه فيروس إيبولا
ومن بعده زيكا ثم الكوليرا وووو.... .إلا أن ما يثير الانتباه أن هذه الأوبئة والفيروسات
تنتشر وتخلف ضحايا هنا وهناك ثم تختفي فجأة دون الإعلان عن نهاية المبارزة.ففي أول
الأمر يصورون الأمر خطيرا و تحدث ضجة إعلامية ضخمة تسوق لهذه الدعاية السياسية أو إن
شئت سميها حملة تحسيسية وما إن ينتهي الهدف منها حتى ينزوي أثرها وتختفي كليا . فإذا
كان الفيروس فعلا منتشر في أوساط المجتمع المغربي فالأجدر بالدولة أن تتخد التدابير
اللازمة للتصدي لهذا الأمر وتجهز المشتشفيات والمراكز الصحية بالمعدات المضادة له
.وإلا فالقضية كلها سياسية لإشغال الناس بأعراض الفيروس الذي تزامن مع فترة تشهد إصابات
كثير بالزكام بسبب درجة الحرارة المنخفضة .وصرف أنظارهم عن ما هو ضروري وتمرير أجندة
سياسية أو على الأقل صرفهم عن المطالبة بتحسين ظروف العيش .والتشغيل وغيرهما من المشاكل
التي يعاني منها هذا الوطن الجريح ولو لفترة قصيرة.
قد تستطيعون خداع
بعض الناس لبعض الوقت؛ لكن لن تستطيعوا خداع كل الناس لكل الوقت.